الدكتورة هالة الشافعي طبيبة مصرية أدمت قلوب السعوديين، بعد أن قررت الرحيل من المركز الطبي الذي كانت تديرة في إحدى القرى بمنطقة أبها والعودة إلى بلادها مصر.
قضت الطبيبة هالة الشافعي أكثر من ثلاثين عامًا في خدمة أهالي قرية في منطقة أبها بالمملكة العربية السعودية، حيث جاءت الدكتورة هالة إلى هذا المركز الصحي قبل أكثر من ثلاثين عامًا.
لم يكن العمل في هذا المركز الصحي مجرد أداء واجب وظيفي يومي، بل كان يمثل حياة مليئة بالذكريات والعلاقات الشخصية الوثيقة التي كونتها مع أهالي القرية على مدار هذه السنوات الطويلة من خلال عملها في مركز الرعاية الصحية بالمسجد.
تصف الدكتورة هالة المكان بأنه يمثل ذاكرتها وحياتها، وتستذكر أول يوم لها في المركز، حيث كان مدير المديرية وأحد أهالي المنطقة في استقبالها.
قضت الشافعي أعوام جميلة لا تُنسى بين أهل القرية كما وصفتهم، وهو ما جعل مفارقتهم أمرًا ليس بالسهل عليها، لكنها تعتبرها سنة الحياة.
وعبرت الطبيبة المصرية عن عمق معرفتها بأهالي القرية قائلة إنها ربما تعرف عنهم أكثر مما يعرفون عن مصر، فهي على دراية بأفراحهم وأحزانهم ومشاكلهم وكل تفاصيل حياتهم.
نظم أهل القرية للطبيبة حفل وداع، أثنوا خلاله علىها وقال أحدهم أن الدكتورة هالة كانت بمثابة الطبيبة والسند.
وأكد الأهالي على مشاركتها لهم في كل شيء، في أفراحهم وأحزانهم، وعلى جهودها الكبيرة التي لم تقتصر على المركز الصحي بل امتدت خارجه، فقد كانت تستجيب لنداء المرضى في أي وقت، حتى في منتصف الليل، وتذهب لزيارتهم.
ومن هذا المنطلق الإنساني، قرر الأهالي تكريمها وتقديم هدية وداعية لها تقديرًا لما قدمته لهم طوال ثلاثة عقود من الاحترافية والإنسانية.
وصفها الأهالي بأنها إنسانة عظيمة ولها مواقف إنسانية خارج نطاق عملها الرسمي، وتذكروا لها موقفًا خاصًا مع والد أحدهم، رحمه الله، الذي كان طريح الفراش ورفض الذهاب إلى المستشفى، وعندما علمت الدكتورة هالة بحالته الصحية وبعد انتهاء عملها قامت بزيارة المريض وأقنعته بأسلوبها حتى توجه في اليوم الثاني إلى المركز الصحي وأجرى الفحوصات اللازمة.
تركت الدكتورة هالة الشافعي التي عاشت ثلاثة عقود مع زوجها وأبنائها في جنوب شرق مدينة أبها، بصمة واضحة ومؤثرة في حياة أهالي قرية بأبها على مدى رحلة عملها الدؤوبة وعلاقاتها الإنسانية الصادقة، وقد تجسد هذا التأثير في التكريم والوداع الحافل الذي أعده لها الأهالي تقديرًا لعطائها وإخلاصها.
أكدت الدكتورة هالة على معرفتها العميقة بأهالي القرية، مشيرة إلى أنها ربما تعرف عنهم أكثر مما يعرفون عن مصر، فهي على دراية بأفراحهم وأحزانهم ومشاكلهم وكل تفاصيل حياتهم.
انتهت قصة الدكتورة هالة مع هذا المجتمع الذي قضت فيه جزءًا كبيرًا من حياتها، وقد وثق مراسل “MBC” أحمد الجميري هذه اللحظات المؤثرة في قرية المسجد.