ميركاتو الغضب هو الشعار الذي دأب مسؤولو القلعة الحمراء على رفعه كـ”مُسكن” مُجدي وناجع، لطموحات الجماهير الحالمة بالصفقة الموعودة التي تُنهي العقدة التي لازمتهم طوال السنوات الماضية، بحثًا عن “فتى الشباك” الأول، وملك الترسو الذي ينتصر على كل الخصوم.
وطوال السنوات الماضية لم تنجح إدارة النادي الأهلي في الوصول للصفقة التي يتمناها كل عاشقي ومحبي القلعة الحمراء، والتي تُلبي شغفهم بالوصول إلى التشكيلة المثالية في كل الخطوط، والتي يستعيد بها الشياطين أمجادهم وانتصاراتهم على الصعيدين المحلي والقاري، والمُقترنة بأداء مُقنع، موازيا للتركة التي خلفها الجيل الذهبي، بقيادة “الماجيكانو” أبو تريكة وبركات “الزئبقي” والـ”مُتعب” جلاد الحراس.
تقرأ في هذا الموضوع
ميركاتو الغضب الأحمر
الدبابة المالي
لاعب واحد فقط من الجيل الحالي أثبت جدارته وحاز على ثقة واحترام جماهير وعشاق القلعة الحمراء، ليكون هو النموذج التي يتطابق مع آمالهم وطموحاتهم، وهو الدبابة المالي “أليو ديانج”، ليفلت من مقصلة الانتقادات التي طالت كافة الصفقات التي أبرمها مسؤولي النادي الأهلي خلال السنوات الأخيرة، بعد المردود الفني العالي والأداء الرجولي الذي أبداه وقدمه على أرضية الملعب.
بشكتاش التركي
مغالاة غير مقبولة وصفقة خالية من المضمون
جاء الإعلان عن وجود مفاوضات مع “جاكسون موليكا”، الذي يلعب بقميص “بشكتاش التركي”، كأحد الحلول النفسية لامتصاص غضبة الجماهير، إزاء التباطؤ والمُماطلة والتسويف الذي تنتهجه الإدارة تجاه هذا ملف التعاقد مع المُهاجم “السوبر”، وهو الحل الذي يُمثل تكرارًا مُملًا وخاليًا من الإبداع مع بداية كل فترة انتقالات.
وعلى أرض الواقع، يرفض “بشكتاش” التفريط في مُهاجمه الكونجولي إلا برقم فلكي -يتجاوز حدود الـ8 ملايين يورو- في ظل أزمة مالية خانقة تمر بها السوق المصرية.. ورغم وجود 4 رعاة للقلعة الحمراء حتى الآن، إلا أن الرقم -المُغالى فيه بالنظر إلى التقييم الفني للاعب- لا يزال بعيدًا عن طاولة الأهلي، علاوة على التخوفات الجماهيرية من تكرار سيناريو الفشل المرير في ملف التعاقدات الإفريقية.
ميركاتو الغضب
الثنائي الأنجولي
على مدار عدة سنوات لم تنجح إدارة القلعة الحمراء في الوصول لـ”اللاعب الفذ”، وهي الصيغة التي لم تتحقق إلا في مرات نادرة، تُعد على أصابع اليد الواحدة أبرزها المُهاجم الإيفواري “سليماني كوليبالي”، الذي توسمت فيه الجماهير خيرًا قبل زلزال الهروب المدوي، و”ماليك إيفونا” صاحب الصفقة التسويقية الأنجح على الإطلاق، مرورًا بالجناح النيجيري الفذ “جونيور أجايي” المعروف بـ”أبو خالد”، ومن قبله الثنائي الأنجولي المُرعب “أمادو فلافيو” و”سيباستياو جيلبرتو”، اللذان شكلا سويًا حلقة متناغمة ومُتفاهمة، نجحت في التغلب على كافة الحصون الدفاعية للمُنافسين، ليكونا قاسمًا مُشتركًا في العديد من انتصارات الشياطين، طوال فترة مُشاركتهما بقميص النادي الأهلي.
فشل الأهلي في الوصول لصيغة ميركاتو الغضب، واستعادة الحلقة المفقودة في سيمفونيته الكروية المعهودة، وإبرام صفقات ناجحة لسد ثغرات النقص الواضحة في ثوبه الزاهي، المُرصع بالبطولات والألقاب المحلية والقارية، شملت عدة مراكز أهمها على الإطلاق “رأس الحربة” و”حراسة المرمى”، بالإضافة لمركز “صناعة اللعب”، المُتأرجح بسبب ابتعاد “قفشة” عن مستواه، وظهيري الجنب الحافل بإصابات كل من تعاقبوا على شغل هذا المركز.
وعلى مدار المواسم الكروية الفائتة، لم تستطع لجنة التعاقدات في الوصول للمُهاجم القناص، برغم الصحوة “المؤقتة” لـ”محمد شريف”، الذي خفت بريقه سريعًا، ليكون امتدادًا طبيعيًا لظاهرة لاعب “الموسم الواحد”، الذين يسطع بريقه لفترة محدودة، ما يلبث بعدها أن يختفي عن الأنظار، لتصبح مُشاركته عبئًا ثقيلًا على خط الهجوم الأحمر.
ميركاتو الغضب
“خديعة موسيماني”
خلال الموسم الماضي تطلعت الجماهير الحمراء عبثًا، إلى المردود الفني العالي، الذي يتماشى مع حجم الدعاية و”البروباجندا الإعلامية” الضخمة، المُصاحبة لإعلان نبأ التعاقد مع الجناح الجنوب إفريقي”بيرسي تاو”، بترشيح مُباشر من “بيتسو موسيماني” مواطنه والمدير الفني السابق للنادي الأهلي، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لتتكبد الإدارة ملايين الدولارات، دون تحقيق العائد الفني المرجو منه، بسبب الإصابات المُتتالية والمتكررة التي لازمته، منذ الظهور الأول له بقميص الشياطين الحمر، لتحول دون ظهوره بالمستوى المأمول، الذي يوازي حجم الطموحات المعقودة عليه.
الأمر عينه بالنسبة للموزمبيقي “لويس ميكيسوني”، الذي فشل في التعبير عن نفسه وقدراته منذ انضمامه للأهلي قادمًا من نادي “سيمبا التنزاني”، لتتخذ الإدارة قرارها الحاسم مطلع الموسم الجاري، بإعارته إلى “أبها السعودي”، للتخلص من أحد رهاناتها الخاسرة، ليأتي قرار فسخ التعاقد معه بمثابة الصدمة، ليعود اللاعب بـ”خُفي حنين”، ويصبح بمثابة “القنبلة الموقوتة” التي تتحين الفرصة المناسبة للانفجار، وإلحاق أكبر ضرر بالمحيطين.
ميركاتو الغضب
لاعبون تحت المجهر
حسين الشحات.. شادي حسين.. محمد شريف، ثلاثي بات يُمثل لغزًا مُحيرًا لجماهير القلعة الحمراء ومسؤوليها، بعد التراجع الكبير في مستواهم الفني والبدني، الأمر الذي دعا العديد من المُحللين لتوجيه أسهم انتقاداتهم العنيفة، والتساؤل حول أسباب انعدام الرغبة والطموح، لتقديم مردود فني يليق بقميص النادي الأهلي.
ورغم حصولهم على العديد من الفرص، بالإضافة لمظاهر وحملات المؤازرة والدعم النفسي، وجرعات الثقة التي تحرص الجماهير على بثها إليهم، عبر كافة وسائل التواصل المُتاحة، لشحذ هممهم، ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم مع الفريق، إلا أن المردود على أرضية الملعب كان دون المستوى، وهو الأمر الذي لاقى استهجان عشاق ومُحبي النادي الأهلي في كل مكان، وطرح المزيد من التساؤلات حول معايير وآليات اختيار الصفقات التي يتم التعاقد معها، ومدى مُلائمتها لاحتياجات الفريق الفعلية، وقدرتها على تحمل الضغوط، وتمثيله في كافة المحافل المحلية والقارية.
ميركاتو الغضب
فشل أفريقي متكرر
قائمة الفشل الأجنبية ضمت قائمة طويلة من اللاعبين الأفارقة، أبرزها المهاجم الكونجولي “والتر بواليا” ومواطنه “جيرالدو دي كوستا”، والمارد السنغالي “أليو بادجي”، الموريتاني “دومينيك دا سيلفا”، الليبيري “فرانسيس دي فوركي”، الجزائري “أمير سعيود”، الإيفواري الراحل “أوسو كونان”، السيراليوني “تشيرنو منساري”، الإثيوبي “صلاح الدين سعيدو”، الغاني “جون أنطوي” ومواطنه “أكوتي منساه”، الحارس الفلسطيني “رمزي صالح”، النيجيري “صنداي” صاحب هدف الفوز على ريال مدريد ومواطنه “إسحق أول”، بالإضافة لظهور صامت من أبناء أمريكا اللاتينية، البرازيلي “فابيو جونيور”، والكولومبي “رفاييل كاستيلو”.
ميركاتو الغضب
صفقات محلية ضعيفة
على صعيد التعاقدات المحلية لم تفلح بوصلة لجنة التعاقدات في الوصول لبر الأمان مع اللاعبين المصريين، وشملت قائمة عامرة بالأسماء أبرزها الثنائي الموهوب “أحمد الشيخ” و”صالح جمعة”، وفشل كلاهما في الحفاظ على موقعة، أو التعبير عن نفسه وقدراته بالشكل الصحيح، ومن قبلهما قائمة يصعب حصرها، منها “محمد حمدي زكي”، “أحمد علاء”، “صلاح محسن”، مروان محسن”، “عمرو بركات”، “محمد رزق”، “ميدو جابر”، “باسم علي”، “اسلام محارب”، “محمود وحيد”، “هشام محمد”، “أحمد حمودي”، “صبري رحيل”، “السيد حمدي”، “عمرو سماكة”، “معتز إينو”، وغيرهم من اللاعبين الذين انضموا ورحلوا دون أن يتركوا بصمة واحدة تشفع لهم.
ميركاتو الغضب
“جاكسون موليكا”.. مفاوضات كل موسم
قبل غلق باب الانتقالات الشتوية، اقتصرت صفقات الأهلي الرسمية المُعلنة -حتى هذه اللحظة- على ضم أربعة لاعبين، “خالد عبد الفتاح” قادمًا من نادي سموحة على سبيل الإعارة، “مروان عطية” لاعب وسط الاتحاد السكندري، “محمد الضاوي” مُهاجم النجم الساحلي الشاب، ولا يزال الباب مفتوحًا، للبحث وإجراء المزيد من المفاوضات مع أندية اللاعبين المطروحة أسمائهم، والساعية لعلاج الخلل الواضح في الخطوط الأمامية الهجومية للمارد الأحمر، قبل المُشاركة المونديالية، أملًا في تكرار إنجاز النسخة الأخيرة، أو تحقيق المُعجزة بالوصول للمباراة النهائية.. فهل يفعلها المارد الأحمر ويصل لمبتغاه.. أم يكون العنوان الأبرز لمانشيتات الصحف هو “ميركاتو الغضب طلع فنكوش”!.
هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المُتبقية.. وللحديث بقية.
إقرأ أيضًا
سناتر دروس حكومية .. التعليم تعلن موعد بدء العمل بها والصرف فوري للمعلمين
بفائدة بسيطة.. مجلس الوزراء يوافق على منح قروض بـ 150 مليار جنيه لهذه القطاعات