العالم ليس مستعدا لمواجهة تغير المناخ عنوان أحدث نداء وجهه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ” الإيفاد” ، أكد خلاله أن العالم لم يشهد بعد أسوأ تأثيرات تغير المناخ.
وأوضح “الإيفاد” أن الكابوس المناخي قد بدأ فعلا بالنسبة لأشد السكان الريفيين فقرا، مؤكدا أنهم يحتاجون بصورة عاجلة إلى الدعم من أجل التكيف مع عالم متغير.
وقال الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أنه في تقريره وجه 3 نداءات للعمل في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وجاءت النداءات الثلاثة التي أقرها الصندوق كالآتي:
1- يجب أن يكون التكيف أولى الأولويات
وأوضح الصندوق أنه لابد من الاعتراف بأن تغير المناخ بنتشر من حولنا، ولابد من الضروري الحد من الاحترار العالمي، مشيرا إلى أنه مع نهاية القرن، قد يؤدي تغير المناخ إلى تخفيض غلال المحاصيل بما يصل إلى الربع، وهذا سيؤدي بدوره إلى زيادة أسعار الأغذية، والجوع، والفقر، والنزاع، والهجرة.
وبين الصندوق أن صغار المزارعين في البلدان النامية سيصبحون الأكثر تأثرا بتغير المناخ، مع تعرض حياتهم وسبل عيشهم للخطر، لذا يجب الاستثمار بسرعة لتمكين السكان الريفيون من بناء قدرتهم على الصمود، والتكيف مع التحديات الجديدة، ومواصلة إنتاج ثلث أغذية العالم حتى في الظروف المتغيرة.
2- يجب أن يحصل صغار المزارعين على المزيد من الأموال
نحن نعلم أن التكيف أساسي بالنسبة لمستقبل المناطق الريفية، ولكن ينقصه التمويل بشكل كبير: فالبلدان النامية تحصل على أقل من عشر تمويل التكيف الذي تحتاج إليه، بينما تتلقى النظم الغذائية الزراعية صغيرة النطاق أقل من 1 في المائة من التمويل المناخي المتوفر.
وهذا أمر غير مقبول. إذ ينبغي لنا إعطاء الأولوية لهذه النظم الضعيفة للغاية والهامة بالنسبة لإطعام العالم واقتصادات البلدان النامية.
تقرأ في هذا الموضوع
نماذج لنتائج تمويل التكيف مع تغير المناخ
في بنغلاديش
سمحت نظم الإنذار والبنية التحتية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ للمزارعين بأن يجلبوا سلعهم إلى السوق على الرغم من الفيضانات العارمة وأن يزيدوا مداخيلهم بنسبة 11 في المائة.
في رواندا
بنت التعاونيات الزراعية مرافق تجهيز وتخزين ذكية مناخيا لمحصول الذرة الخاص بها، مما قلل من الخسائر بنسبة تفوق 70 في المائة على الرغم من هطولات الأمطار الغزيرة.
في نيكاراغوا
لجأ المزارعون إلى زراعة أشجار الفاكهة بين نباتات البن والكاكاو، لتوفير الظل لمحاصيلهم وحمايتها من الحرارة المرتفعة.
فالحلول موجودة. ولكن الحلقة المفقودة هي التمويل.
النداء الثالث .. يجب أن يكون نظام التمويل المناخي متوائما مع الغرض
إن نظام التمويل المناخي لا يعمل.
ولكي نواجه تحديات اليوم، نحتاج إلى مؤسسات مالية دولية فعالة وحسنة التمويل تستطيع توجيه المزيد من المنح والتمويل التيسيري للغاية إلى السكان الأشد حاجة إليه في الوقت الذي يمكنه إحداث فارق كبير.
ويجب على البلدان الغنية أن تدفع فاتورة الفوائد التي جنتها من عملية التصنيع من خلال ضمان حصول المؤسسات المالية الدولية على التمويل الذي تحتاج إليه.
وبهذا التمويل، يمكن للمؤسسات المالية الدولية أن تضاعف أثرها. وعلى سبيل المثال، الصندوق يحول كل دولار يتلقاه إلى ستة دولارات من الاستثمار في المناطق الريفية.
كما أنه يمكننا استقطاب التمويل الخاص من خلال بناء بيئة مواتية للاستثمار في الزراعة الذكية مناخيا، والمشروعات الجديرة بالثقة المصرفية، ومنصات الاستثمار واسعة النطاق، وأدوات مالية مبتكرة.
وفي منطقة الساحل، تعجّل مبادرة التمويل الأخضر الشامل بناء كل من الجدار الأخضر العظيم وأسواق التمويل الخضراء من خلال العمل مع المصارف الوطنية على إزالة العقبات القائمة في وجه التمويل، موفرة قروضا لمنظمات المزارعين والمؤسسات بالغة الصغر، والصغيرة، والمتوسطة.
عام 2023 في طريقه لأن يكون الأشد حرارة منذ بداية تسجيل درجات الحرارة. وإذا لم نتحرك الآن، فسوف نرى هذا الرقم القياسي يُكسر مرة بعد أخرى خلال حياتنا.
وفي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يوجه الصندوق نداء لبلدان وقادة العالم من أجل العمل وضمان عدم تخلف السكان الريفيين في العالم عن الركب. وتكلفة التقاعس عن العمل تفوق التخيل.
اقرأ أيضا
تغير المناخ هايعمل أيه في البشر؟؟ وزير الزراعة بيحذر
قمة المناخ COP 28 ..وزيرة البيئة: القطاع الخاص شريك في مشروعات التغيرات المناخية