الأهلي وفلومينينسي عنوان واحدة من المواجهات التي يترقبها عشاق المارد الأحمر في كل مكان، فيما تتابعه العيون والقلوب العربية بشيء من الفخر، بوصفه “فارسها الأخير” بالبطولة، الذي يحمل على عاتقه تحقيق آمال الملايين، بالتواجد على منصة التتويج، أو الوصول للمباراة النهائية على أقل تقدير، وتكرار إنجاز فرق مازيمبي الكونغولي والرجاء المغربي والعين الإماراتي، بنسخ أعوام 2010، 2013، 2018 على الترتيب.
الجيمع يمني النفس باستمرار الاستفاقة والصحوة، وتقديم نفس الأداء الراقي والشخصية الواثقة، التي ظهر عليها الفريق، خلال المواجهة التي جمعته بنادي اتحاد جدة السعودي، والتي تفوق فيها الأهلي باكتساح، ودافع عن هويته أمام فريق متخم بالنجوم والأسماء الرنانة، التي لها ثقلها على الساحة الكروية الأوروبية والعالمية، لتنتهي الجولة بغلبة زعيم القارة السمراء وحامل أختامها، بانتصار “تاريخي” على “أصحاب الأرض والجمهور”، بثلاثية مقابل هدف عن جدارة واستحقاق.
ويأمل سكان قلعة الجزيرة في تكرار ذات السيناريو، وإسدال الستار على هذه المشاركة الاستثنائية، بنتيجة خارج نطاق التوقعات، أمام بطل كأس الليبيرتادورس، وهي المسألة التي تفرض على الجهاز الفني إعادة ترتيب الأوراق، وشحذ همم لاعبيه، لتجاوز حالة “التشبع” التي وصلوا إليها، بالفوز على صاحب الأرض والجمهور، تمهيدًا لعبور الاختبار الأصعب، وكتابة أسمائهم بحروف من نور، في سجلات مونديال الأندية.
تقرأ في هذا الموضوع
الأهلي وفلومينينسي
“كولر” يضع خطة القبض على “السفاح” و”الساحر”
يسعى الجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر، لإيقاف خطورة الخط الأمامي للفريق البرازيلي، والحد من خطورة المهاجم الأرجنتيني المخضرم “جيرمان كانو” صاحب الـ35 عامًا، والذي قدم موسمًا استثنائيًا على المستويين المحلي والقاري، وبـ26 هدفًا في 42 مباراة شارك فيها.
“كانو” يمثل السلاح الهجومي الأمضى والأكثر فاعلية، ونجح النجم البرازيلي المخضرم، في ترجيح كفة فريقه بـ10 أهداف وصناعة هدف آخر، بمسابقة الدوري المحلي، وعلى صعيد بطولة الليبيرتادورس، واصل مسيرة التألق ليحتل صدارة جدول ترتيب الهدافين، برصيد 13 هدفًا وصناعة 2، من أصل 12 مواجهة خاضها، والتي عزز بها حظوظ فريقه في إحراز اللقب القاري الأول له على مدار تاريخه.
كتيبة الرعب البرازيلي لم تتوقف عند السفاح الأرجنتيني، لتضم القائمة لاعبًا آخر لا يقل خطورة عن سابقه، وهو الساحر الكولومبي “جون آرياس”، بمساهمة تصل إلى 19 هدفًا، خلال 42 مباراة خاضها بقميص الفريق، أحرز 9 منها، وخلق 10 أخرى لزملائه، ما يعني أن خطورته لا تتوقف عند هز الشباك فقط.
الورقة الرابحة الثالثة في خط هجوم فلومينينسي، تضم اللاعب البرازيلي الشاب “جون كينيدي” صاحب الـ21 ربيعًا، وسجل 9 وصنع 5 أخرى، في 36 مشاركة بالدوري وكأس الليبيرتادورس، ومن خلفه “ليما” رابع الهدافين ومحور الوسط، بـ6 أهداف وصناعة 2 خلال 35 مباراة.
الأهلي وفلومينينسي
خط الوسط.. ماكينة أهداف لا تهدأ
يملك نادي فلومينينسي خط وسط مبدع في صناعة الأهداف، يضم مجموعة من أصحاب المهارات، منها “غانسو” الذي خلق بـ8 فرص تهديفية”، و”جون أرياس” 10 أهداف، و”ماركوس كينو” نجم نادي بيراميدز السابق بـ9 أهداف.
موجات الهجوم المتلاحقة من لاعبي خطي الوسط والهجوم، والمساندة الإيجابية التي يفرضها تقدم لاعبي الأطراف، وانضمامهم إلى العمق، أو التطرف إلى أقصى الملعب لتوسيع مساحة الانتشار، وخلق زوايا التمرير والتسديد، وتواجد 8 لاعبين على الأقل داخل نصف ملعب الفريق المنافس، يقابلها قصور شديد بتواجد 3 لاعبين فقط في المنطقة الخلفية.
فلسفة “كلاي”
فلسفة “لامركزية” التحرك والواجبات، “والعشوائية الخلاقة” التي يلتزم بها لاعبي “فلومينينسي”، تتشابه إلى حد كبير مع أداء “صن داونز” الجنوب إفريقي، وتتطلب تعاملًا واعيًا ومنطقيًا، يفرض على “مارسيل كولر” أسلوب التحفظ الدفاعي، الذي يعتمد على تقريب وخنق المساحات الموجودة بين الخطوط، لعرقلة حرية حركة المنافس داخل منطقة المناورات، مع شن هجمات معاكسة سريعة بأقل عدد من اللمسات، واستغلال تقدم لاعبي الخط الخلفي، الزائد عن الحد، والذي يصل لمرحلة التهور، لخلق فرص تهديفية مؤكدة، تكون عاملًا فارقًا في حسم تذكرة الصعود لموقعة نهائي مونديال الأندية.
الورقة الأخيرة في خطة “كولر”
نقطة أخيرة يتوجب مراجعتها خلال مباراة الأهلي وفلومينينسي، وهي استغلال عاملي الأرض والجمهور، لخلق حالة من الضغط النفسي على لاعبي الفريق البرازيلي، والتي غالبًا ما تؤتي ثمارها، وتمثل أحد أبرز النقاط السلبية في نتائج “فلومينينسي”، والتي غالبًا ما يسقط فيها “خارج الديار”.
إقرأ أيضًا..
المستندات المطلوبة لتمويل ورشتي .. التموين تعلنها
الاهلي ضد فلومينينسي .. المارد الأحمر يحاول فك شفرة نصف نهائي المونديال