يُعد استخدام مبيدات الآفات الزراعية ضرورة ملحة في ظل ظروف التغيرات المناخية والحفاظ على إنتاجية المحاصيل بمختلف أنواعها ولذا الاستخدام الآمن والفعال للمبيدات المحور الرئيسي والهدف المنشود الذي تسعى للوصول إليه كافة الجهات والهيئات العالمية والمحلية المعينة بإنتاج وتداول واستخدام المبيدات.
يعتبر سوء استخدام المبيدات بمختلف أنواعها سلوك مجتمعي بالغ الخطورة تختلف حدته من بلد أو مجتمع لآخر تبعاً للثقافة العامة وثقافة التعامل مع الخطورة الشخصية، وهو ما يتطلب دور واسع ومستديم للجهات المسئولة عن الارشاد والتوعية والاعلام سواء حكومية أو أهلية وحتى مستوى الأسرة مع الاستمرار وعدم اليأس من التحذير والتدريب ورفع المستوى المعرفي.
وسوء استخدام المبيدات يعتبر المشكلة الرئيسية في منظومة المبيدات فى مصر مع تفتت الحيازات الزراعية ونقص الدور الارشادي لظروف التوظيف خلال العقدين الأخيرين وعدم وجود نظام محدد لمزاولة أعمال مكافحة الآفات الزراعية وتسجيل آلات الرش والتطبيق.
يبدأ سوء الاستخدام منذ التفكير فى ايجاد حل لمشكلة ظهور آفة ما، يٌخشى من ضررها على المحصول، حيث يلزم معرفة نوع الآفة ومدى الضرر الناتج عنها وأنسب المبيدات والتجهيزات لتقليل ضررها علاوة على الدراية بالتوصيات الفنية الخاصة بها ويمكن معرفه كل ذلك من خلال الإرشاد الزراعي وتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية المعتمدة.
تراعي لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة وجود التوصيات الفنية الخاصة بكل مبيد على عبوة المبيد من حيث معدل الاستخدام والآفة المستهدفة والمحصول المعامل والاحتياطات الواجب اتخاذها للحصول على الفائدة من الاستخدام وتجنب الاخطار والاضرار.
يراعى شراء المبيد من مصدر معروف ومعلوم ومرخص ومن التاجر المشهود له بالأمانة والنزاهة مع حتمية الحصول على فاتورة واضحة بالشراء مبين بها الكمية والنوع. كما يجب اختيار العبوة التى تناسب المساحة المراد معالجتها وبكميات لاتزيد عن الاستخدام المطلوب ويفضل تجنب التخزين بالمنازل قدر المستطاع، والاستخدام حسب الحاجة فقط، وعدم القيام بتجزئة المبيد أو شراء مبيد من عبوة سبق فتحها أو فى غير عبواتها الأصلية، وضرورة أن تكون العبوات سليمة لم يحدث منها أو عليها تسرب وعليها البطاقة واضحة البيانات.
عند نقل المبيد من التاجر لمحل الاستخدام يجب الحفاظ على بقاء المبيد بعيداً عن المارة من المواطنين وحيوانات المزرعة والمواد الغذائية ومصادر المياه وتجنب سقوطها من مكان مرتفع وتعرضها للكسر ومن ثم تسرب المبيد.
يراعى عدم استخدام معدلات أعلى من المبيد الموصي به لأن ذلك يؤدى إلى نتائج أفضل، كما أن المعدلات الأقل لن تعطى المكافحة المرجوة وقد يقود المعدل الأعلى أو الأقل لتكون ظاهرة مقاومة الآفةResistance لفعل المبيد بعد ذلك.
من المهم جداً ارتداء ملابس الوقاية الشخصية حسب التوصيات لتجنب تلوث الجلد والعين وعدم الاستهانة والاستهتار فى التقيد بها، حيث أن رزاز المبيد وأن صغر والرائحة وأن قلت او حتى اختفت لا تعنى إنها آمنة لأنها ملوثات تتراكم وتتجمع لتحدث الضرر للإنسان والحيوان والبيئة.
يجب استخدام معدات مناسبة للخلط والمزج فى حالة المبيدات التى تخلط بالماء مع مراعاة الخلط ببطء أكثر فى حالة المبيدات القابلة للبلل لتجنب اندفاع غبار المبيد، ويتم التقليب بعصا أو قلاب خشبي واتباع خطوات الخلط السليمة والصب فى موتور الرش من خلال المصفاة.
يجب أن يتم التخلص من العبوات الفارغة وفقاً للتوجيهات المذكورة بالبطاقة الاستدلالية.
يجب استعمال آلة الرش والبشبورى السليمين والمناسبين للمبيد على أن يتم معايرة الآلة للحصول على حجم قطرات الرش المناسبة للآفة والمحصول، مع مراعاة عدم الرش أثناء هبوب الرياح لعدم إنجراف قطرات الرش بعيداً عن الهدف.
بعد إجراء عملية الرش يجب الإلتزام الكامل بفترة ما قبل الحصاد (PHI) والمدة التى يجب إنقضاؤها للدخول بآمان إلى الحقل المعالج مع غسل اليدين والوجه جيداً وغسل ملابس الوقاية الشخصية وتخزينها للاستخدام التالي. بالإضافة إلى ما سبق يجب إجراء الصيانة الدورية لمعدات التطبيق والإستخدام للتأكد من صلاحيتها للعمل بصفة دائمة.
مقال
مبيدات الآفات الزراعية بين الاستخدام الآمن والفاعلية
الأستاذ الدكتور/ مجدي فاروق السماحي
أستاذ النانوتكنولوجي ووقاية النبات – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية
مسئول برنامج مطبقي المبيدات بمحافظة كفر الشيخ
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بكفر الشيخ
عضو مجلس إدارة جمعية مجلس علماء مصر
عضو لجنة أخلاقيات البحث العلمي بجامعة كفر الشيخ
اقرأ أيضا
د. مجدي السماحي يتابع برنامج تقييم أصناف بنجر السكر بكفر الشيخ
د. مجدي السماحي يكتب عن الحشرات و حماية كوكب الأرض