يتناول الدكتور رضا عليوة سند – الأستاذ بمركز البحوث الزراعية ووكيل وزارة الزراعة السابق – في هذا المقال محصول القمح وآفاق تنمية والنهوض به.
تعتبر مشكلة الغذاء مشكلة عالمية وخاصة للدول قليلة إنتاج الحبوب، ولمواجهة مشكلة الغذاء على مستوى مصر، فقد اتجهت الدولة بتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى تنمية الموارد الطبيعية (سواء الموارد الأرضية والمائية والبيئية) وتخصيصها بصورة.
1- تحقق كفاءة استخدام هذه الموارد
2- مواجهة احتياجات السكان المتزايدة من الغذاء.. من خلال مايلي:
١/ اتباع وتطبيق أحدث آلَتكنولوجيات الحديثة التي تتوصل إليها أجهزه مركز البحوث في المجال الزراعي.
٢/زيادة وتقوية فاعلية كفاءة أجهزة الإرشاد الزراعي لضمان تبني المـزرعة تلك التكنولوجيات.
٣/ العمل على تحسين المناخ الاقتصادي من خلال( سياسات التحرير… وزيادة دور القطاع الخاص لضمان كفاءة استخدام تلك الموارد… ولضمان تطبيق المزارعين لهذه التكنولوجيات الملائمة مع زيادة الاستثمار في مجال استصلاح الأراضي وصيانه التربه الزراعية ومشروعات انتاج التقاوي عالية الجودة…. إضافة الي ترشيد استخدام مستلزمات الانتاج وتوفيرها بالكميات المطلوبه وفي التوقيتات وبالاسعار المناسبه مع ضمان القروض للمزارعين للاستفاده منها، كل ذلك يسهم في زياده الإنتاج الزراعي سواء النباتي او الحيواني.
تقرأ في هذا الموضوع
بداية ماهو الأمن الغذائي؟
هو قدرة الدولة على توفير المواد الغذائيه بالكميات المطلوبه بالسعر المناسب وفي الوقت المناسب، كما يجب أن توفر الدوله المواد الغذائيه سواء بالانتاج المحلي او الاستيراد من الخارج أو عن طريق الاثنين معا، وهذا يتطلب توفير العمله الدولاريه من الدوله لشراء هذه المواد من الخارج كما انه عدم توفير المواد الغذائيه بالكميه المطلوبه او توافرها باسعار غير مناسبه للمستهلك او توافرها بعد فوات الاوان كل ذلك يؤثر على السلم الاجتماعي.
محاور زيادة إنتاجية محصول القمح
هناك فرص كبيره لاستدامة وتنميه محصول القمح.؛ والارتفاع بالانتاج والانتاجيه بدون الاخلال بالموارد الارضيه والمائيه والبيئيه من خلال اربعه محاور:
المحور الأول – التنمية الرئيسية لـ محصول القمح
1- استخدام طرق التربيه الكلاسيكية (تتمثل في استنباط اصناف عالية الانتاج؛والجوده ومقاومة للامراض وجميع عوارض المحصول خاصه الاجهاد البيئي.. واكثر اقلمه للمناطق الزراعيه المختلفه لتحل محل الاصناف التي يلغى زراعتها على مستوى المحافظات… في هذا المجال فإن البرامج البحثيه لتنميه المحصول تعتمد على طرق التربيه والتحسين وكذلك على استخدام التكنولوجيا الحيويه ومنها الهندسه الوراثيه بمعرفه معهد بحوث الهندسه الوراثيه لزياده وتحسين انتاجيه القمح كما ونوعا.
2- استخدام التكنولوجيا الحيويه في زراعة محصول القمح
وهي عباره عن مجموعة مترابطة من التقنيات الجزئيه التي تستخدم لتحسين التراكيب الوراثية للنباتات والحيوانات و هذه التقنيات التي تستخدم الحمض النووي DNA لاستنباط او تحوير منتج معين او تحسين النبات او الحيوان.. وكذلك استخدام كائنات دقيقه مفرده او مجمعه تسهم في حل العديد من مشاكل الزراعه والانتاج الزراعي
3- استخدام تكنولوجيا زراعه الأنسجة في زراعة محصول القمح … ويهدف هذا البرنامج إلي مايلي:
١/ ادخال طرق الاجنه للهجن النوعيه والجنسيه في برنامج تربية محصول القمح للاستفاده منها في التغلب على مشكله انتاج الحبوب الناتجه عن هذه الهجن و امكانيه نقل صفات المقاومه لظروف الاجهاد الرطوبي والملوحي من الاجناس والانواع الاخرى في العائله النجيليه
٢/ استخدام طريقه مزارع المتك هذا يؤدي الى امكانيه الحصول على التراكيب الوراثيه المرغوبه الناتجه في اي جيل من الاجيال الانعزاليه سواء في صوره احاديه المجموعه الكروموسوميه ويمكن مضاعفتها بعد ذلك للحصول على تراكيب وراثيه اصيله ثنائيه المجموعه الكروموسوميه الخصبه
٣/استخدام معلقات الخلايا التي تؤدي الى سرعه الحصول على نباتات تقاوم ظروف الاجهاد الرطوبي والملوحه وذلك باتباع انتاج نباتات من الخلايا التي تتحمل ظروف الاجهاد في المعلق
٤/استخدام المعلقات الجزئيه في زراعة محصول القمح
والتي لها اهميه كبيره في مساعده برنامج تربيه القمح وخاصه الطرق الحديثه (راندوم ابليفيكيشن بوليمور DNA) RAP, S
وذلك باستخدام تفاعل انزيم البوليمر.. واستخدام تكنيك السنجل سيكوانز ريبيتز SSR… او الميكروساتيلت ماركرز..
وبواسطة هذه الطرق الحديثه يمكن تقييم التباين الوراثي في التحسين الوراثي وعمل الخرائط الوراثيه والبصمه الوراثيه للسلالات والاصناف الجديده للتعرف بدقه على التركيب الوراثيه المرغوبه.. وكذلك امكانيه التعرف على الجينات الحديثه المنقوله اما بطريقه نقل الجينات او بطريقه التربيه العاديه
٥ – استخدام تكنولوجيا الهندسه الوراثية مجصول القمح
عن طريق استنباط اصناف من القمح تتحمل ظروف الاجهاد البيئي والامراض.؛ ويستخدم في ذلك نظام القذف المباشر بنجاح في معهد بحوث الهندسه الوراثيه لادخال جينين الى اصناف القمح المحليه لتحمل الملوحه والجفاف وهما ميتد لتراكم المانيتول.. لتراكم احد بروتينات مجموعه LEA و المسؤوله عن تحمل الجفاف لاجنه القمح في مراحل النضج المتاخره ورفع قدره النباتات المهندسة وراثيا على تحمل الظروف المعاكسه الى الى اقصى درجه
المحور الثاني – التنمية الأفقية لـ محصول القمح
بإضافة رقعه زراعيه لم تزرع من قبل وعلى الرغم من زيادة المساحات المنزرعة من محصول القمح في السنوات الاخيره الا ان ذلك لا يحقق الزياده المرجوه والتي يجب ان تكون من 3.5 الى 4 مليون فدان من محصون القمح
…. ولعل المشروع القومي لاسصلاح المليون ونصف فدان يكون له النصيب الاوفر لزراعة محصول القمح.
المحور الثالث – ترشيد الاستهلاك والحد من الفقد من محصول القمح
وذلك يستدعي تحسين صناعه رغيف الخبز وقد يمكن التفكير في زياده نسبه الاستخلاص الى 82% بدلا من 80% حاليا وذلك بالنسبه للخبز البلدي والتوسع في خلط دقيق القمح بدقيق الذره للاستهلاك وهي في حدود 120 ل 150 كيلو جرام لكل فرد سنويا بدلا من المعدل الحالي الذي يتراوح ما بين 180 إلي 200 كيلو جرام لكل فرد في السنه…. علما بان المتوسط العالمي يتراوح حول 75 كيلو جرام لكل فرد في السنة
المحور الرابع – تحسين الحوافز السعرية للمزارع
حيث أن تحسين سعر القمح يحفز المنتجين على الاهتمام بالمحصول وخدمته وتنميته باستمرار عن طريق التفكير في منح زيادة علاوة في السعر بالنسبه لجوده قمح الخبز خاصه نسبه البروتين والاستخلاص وكذلك بالنسبه للقرنيه…. كما يجب ان يكون السعر مجزيا للمنتجين بحيث يحفزهم على الاستمرار في زراعة هذا المحصول وتطبيق انسب المعاملات الزراعية لضمان زيادة انتاجيته محليا كما يجب التركيز على استخدام أساليب التربيه الكلاسيكيه والحيوية ومنها الهندسه الوراثيه بالاضافه الى اتخاذ اجراءات ضروريه يمكن من خلالها زياده الانتاج القومي..
(الأساليب الضرورية للتربيه لزيادة الناتج القومي للتربيه…)
1- الحفاظ على التنوع البيولوجي مع ضروره جمع الاصول الوراثيه من البلدان والمؤسسات التي تعمل في مجال القمح لاستخدامها كمصدر لموروثات جديده يمكن ادخالها في تراكيب وراثيه جديده.؛ والعمل باستمرار على توسيع قاعده التصنيفات الوراثية.
2- التوسع في استنباط اصناف جديده مبكره النضج وعاليه الانتاج سواء من قمح الخبز او الديورم مع تغطيه المساحه القمحيه الكليه بهذه الاصناف والعمل على سرعه تغيير هذه الاصناف اذا كسرت مقاومه اي منها للامراض السائدة.
3 – التوسع في برنامج القمح الديورم في مناطق الاستصلاح الجديده التي لا تعاني من ملوحه التربه؛ والعمل على إضافه صفه مقاومه الملوحه لاصناف الديورم بقدر الامكان
4 – الاهتمام ببرنامج الأصناف طويله السنبله سواء من قمح الخبز او قمح الديورم ذات المحتوى العالي من الحبوب والذي يزيد كثيرا عن 100 حبه في السنبله الواحده لتصل الى المزراع في اقصر وقت ممكن مع توعيه المزارع لانسب المعاملات الزراعيه وتطوير هذه الاصناف وتهجينها مع تراكيب وراثيه مختلفه.؛ وكذلك الاهتمام باجراء التهجينات النوعيه والجنسيه بهدف توسيع قاعده التصنيفات الوراثيه لها تفاديا لايةمشاكل انتاجيه فجائيه ويمكن استغلال سلالات القمح طويله السنبله في انتاج القمح الهجين وتقييمه اقتصاديا
5- التوسع في استنباط اصناف وسلالات جديده عاليه في تحملها لظروف الجفاف بالساحل الشمالي وكذلك لتحملها للاصابه بالمن ودرجات الحراره العاليه في منطقه الوادي الجديد وتشكي والعوينات ومصر العليا والوسطى وتكون اكثر تحملا لظروف ملوحه التربه او ملوحه مياه الري او كلاهما معا في الحدود المعقوله حتى لا تضر بالنبات..؛ كذلك العمل على استنباط اصناف تصلح للزراعه في الاراضي الصحراويه باستخدام نظم الري الحديثه وذلك باستخدام كل طرق التربيه الممكنه سواء الكلاسيكيه او الحيويه ومنها استخدام الهندسه الوراثيه
6- التزام المزراع بدورات زراعيه لا تضر بالمحصول ولا تخل بالتوازن الحيوي بالتربه ولا تشجع فطريات التربه على التكاثر السريع من خلال بعض دورات خاطئه يتبعها المزراع وهي استمرار زراعات قمح عقب قمح او قمح عقب محاصيل نجيليه اخرى صيفيه مثل الذره والأرز.
7-التوسع في التجارب الخاصه بالمعاملات الزراعيه من تسميد حيوي وعضوي ونظم زراعيه خاصه للاصناف المستنبطه حديثا في مناطق التوسع الجديده وكذلك بالنسبه للزراعات المطرية.
8- التوسع في انتاج تقاوي عاليه الجوده للاصناف الجديده مع انتاجها بحاله عاليه الجوده والنقاوه الوراثيه.
9- توعيه المزارع بالاسلوب الامثل للتعامل مع اصناف القمح المختلفه مع التوسع في استخدام السطارات في الزراعه ضمانا لكثافه نباتيه معقوله تعطي محصولا مجزيا للمنتجين
10- انتاج الاعلاف التقليديه المصنعه والسيلاج من احطاب الذره بما يخفف الضغط على مجموعه الحبوب التي تستخدم كعلف حيواني ضمانا لترشيد استخدام القمح والذره في الاستهلاك الادمي…..
واخيرا مربي محصول القمح في مصر يحاول جاهدا احداث تنميه متواصله لـ محصول القمح من خلال برنامج التربيه والتهجين التي يتبعها كما يعمل على تغيير اهداف برامج التربيه تبعا للمشاكل التي تعترض انتاج هذا المحصول مثل سلالات الفطر المسبب لأمراض تصيب هذا محصول القمح وقدرتها الفائقه على تجديد سلالتها وكذلك درجات الحراره العاليه. وكذلك لظروف الجفاف والملوحه وغيرها وقد امكن تحقيق نجاح واضح في هذا المجال بالطرق الكلاسيكيه ولكن هناك اساليب حديثه يحاول مربي القمح في مصر ان يستعين بها بغرض احداث التنميه المتواصله لهذا المحصول الاستراتيجي الهام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مقال
الأستاذ الدكتور رضا عليوة سند – الأستاذ بمركز البحوث الزراعية
ووكيل وزارة الزراعة بأسيوط سابقا
اقرأ أيضا
المستخلصات النباتية .. د. ربيع مصطفى: يوضح فوائد استخدامها كبديل للمبيدات