بعد نحو 54 عاماً من انطلاقتها الأولى في عام 1970 بمملكة البحرين، بمشاركة أربعة منتخبات هي الكويت والسعودية وقطر والبحرين، لم تغب كأس الخليج العربي لكرة القدم عن ذاكرة الأحداث الرياضية، ومازالت تحافظ على قوة تأثيرها، وتنافسيتها بين المنتخبات الخليجية.
وتحظى البطولة باهتمام كبير من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، لما تمثله من أهمية تاريخية في تعزيز التواصل بين الشباب الخليجي، وتعميق الوعي بالعمل الخليجي المشترك، وتعزيز أواصر التقارب بين الشعوب، وقد جسدت بتفاصيلها وتنظيمها المتبادل الإرث الخليجي الرياضي.
وبعد نحو 11 عاماً من تتويجه بآخر لقب في كأس الخليج العربي لكرة القدم في 2013 بالبحرين في خليجي 21، يستعد منتخب الإمارات لظهور جديد في البطولة الخليجية، خلال مشاركته في “خليجي زين 26” بالكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر الحالي إلى 3 يناير المقبل.
وكانت الانطلاقة الأولى لمنتخبنا الوطني في النسخة الثانية للبطولة عام 1972، بالمملكة العربية السعودية ولم يغب بعدها على الإطلاق عن منافساتها، وحقق لقبها مرتين في نسختي 2007، و2013.
وشهدت البطولة على مدار تاريخها ميلاد الكثير من نجوم المنتخبات الخليجية، من أبرزهم فهد خميس صاحب الأفضلية الهجومية الكبيرة مع منتخبنا الوطني في أربع نسخ مختلفة، منها 6 أهداف في “خليجي 8” بالبحرين عام 1986، توج من خلالها هدافاً لتلك النسخة، وغيرها من الأهداف الأخرى في العديد من النسخ التالية.
ويبرز النجم الكويتي جاسم يعقوب برصيد 18 هدفا سجلها في 3 بطولات متتالية، إذ كانت البداية في نسخة 1972، برصيد 3 أهداف، ثم نسخة 1974 وسجل فيها 6 أهداف، ونسخة 1976، والتي شهدت إحراز 9 أهداف.
ويتصدر النجم القطري منصور مفتاح الأضواء في بطولات الخليج برصيد 13 هدفاً، وكان علامة بارزة في المنتخب وعلى مستوى الخليج العربي، وساهم بقدر وافر في الانتصارات التي حققها منتخب بلاده في بطولات الخليج المختلفة.
ويقفز إلى ذاكرة البطولات الخليجية النجم حسين سعيد المتوج بلقب هداف النسخة الخامسة في العراق عام 1979 برصيد 10 أهداف، وصاحب البصمة المميزة مع منتخب بلاده على مستوى بطولات الخليج.
وتلمع ذاكرة كأس الخليج بنجم المنتخب السعودي ماجد عبد الله صاحب المشاركة المميزة في 5 نسخ متتالية، والأهداف الـ 17، والمستوى الفني الرفيع، والقدرات الكبيرة التي قدمته كأحد أبرز نجوم المنتخب السعودي.
ولم يكتف إسماعيل مطر نجم الكرة الإماراتية بقيادة منتخبنا الوطني إلى اللقب الأول في “خليجي 18” في عام 2007، حيث شكل بتألقه الكبير في منافسات البطولة والمباراة النهائية رقماً صعباً خاصة بعد تتويج تألقه بهدف الفوز الحاسم في المباراة النهائية أمام المنتخب العماني، بالإضافة إلى أهدافه الخمسة في البطولة، كما كان له تأثيره الإيجابي في اللقب الثاني لمنتخبنا في خليجي 21 بالبحرين، كما يبرز نجم منتخبنا الوطني على مبخوت برصيد 13 هدفاً.
ويعد على الحبسي حارس مرمى المنتخب العماني السابق، رقماً كبيراً بتجاربه الاحترافية الأوروبية، وكان من العناصر المؤثرة في صفوف المنتخب وسبباً مهماً في التتويج باللقب في عام 2009، بالإضافة إلى دوره الحاسم في تأهل المنتخب إلى نهائي 2004، و2007، ونجوميته التي مكنته من الفوز بلقب أفضل حارس في بطولات الخليج 4 مرات.
ويمثل الحارس البحريني حمود سلطان أحد الأسماء البارزة في مسيرة المنتخب البحريني، وأكثر اللاعبين مشاركة في البطولة، وبرزت براعته في النسخة الرابعة التي شهدت ميلاد حارس مرمى صاحب قدرات عالية، وشارك في البطولة أعوام 1979، و1982، و1984، وغاب عن النسخة الثامنة في البحرين عام 1986 بسبب الإصابة، ثم عاد للمشاركة في النسخ التالية 1988، و1990، و1992، و1994 و1996.
وينظر إلى الكويتي فيصل الدخيل على أنه أحد أشهر اللاعبين في كأس الخليج، بمشاركته في 3 نسخ أعوام 1976 و1979 و1986، ورصيده التهديفي بالوصول إلى 14 هدفاً، وغيرها من المحطات المميزة في البطولة.
وقال محسن مصبح حارس مرمى المنتخب الوطني السابق، إن كأس الخليج العربي أكبر من مجرد بطولة تنافسية، وتمثل تجمعاً خليجياً كبيراً يرسخ العلاقات الوثيقة بين الشباب الخليجي، وساهمت في التطور الذي شهدته المنتخبات الخليجية المختلفة.
من جهته أشار فوزي بشير نجم المنتخب العماني، إلى أن بطولات الخليج ساهمت في إبراز العديد من نجوم الكرة الخليجية، من خلال النسخ المختلفة، كما أن قوة المنافسات عكست التطور الكبير في المستويات الفنية للمنتخبات الخليجية، ما يؤكد أهمية هذه البطولة واستمرار إقامتها في الدول الخليجية.
من ناحيته أكد حسين بابا نجم المنتخب البحريني السابق، أن كأس الخليج العربي لعبت دوراً مهماً في ترسيخ أهميتها بالنظر إلى القيمة الكبيرة للاعبي المنتخبات الخليجية، والدور الإيجابي للبطولة في تعزيز التواصل بين الجماهير في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.