كل مزارعي محصول المانجو يشعرون بالإحباط والضيق بسبب ما حصل لمانجو الموسم من تزايد حدة تساقط العقد والثمار .. فما لبثت محصول المانجو أن خرجت من فترة حضانتها بعد عقدها حتى اصطدمت بمناخ ليس له “خريطة” فلا هو شتاءاً ولا ربيعاً ولا حتى صيفاً … حيث المانجو معروفة بحساسيتها ” المفرطة ” لتقلبات الحادة في المناخ ..
تقرأ في هذا الموضوع
محصول المانجو كمن يخرج من نقرة ليقع في دحديرة
عشان نقدر نفهم طبيعة شجرة المانجو فى تأثرها بالمناخ ، فأشجار محصول المانجو هي من أشجار الاجواء الاستوائية وشبه الاستوائية، والمناطق الاستوائية معروف عنها عدم انخفاض الحرارة أو ارتفاعها بقيم كبيرة كذلك فلا يوجد تذبذبات كبيرة فى حرارة الليل والنهار أو بين الأيام.
وشجرة محصول المانجو بطبيعتها تنمو بحالة جيدة في الاجواء الحارة والرطبة وتزداد الانتاجية في الاجواء الجافة، والمانجو شجرة حساسة للبرد خاصة التي تسودها فترة جفاف خلال فترتي الازهار والعقد وهي من اكثر اشجار الفاكهة مستديمة الخضرة حساسة للبرد والصقيع وتختلف الاصناف في تحملها لدرجة الحرارة المنخفضة فالأشجار البذرية اكثر تحملا لدرجات الحرارة المنخفضة من الاشجار المطعمة.
كيف كان المناخ خلال شتاء وربيع 2023 مع محصول المانجو؟
1- فما لبثت أن نجت من موجات صقيع الشتاء الذي لم يأتى لهذا الموسم وحل محله شتاء دافيء تسبب فى تزهير مبكر وغزير لمعظم الأصناف…
2- فإذا وبدون سابق انذار اصطدمت ببرد الشتاء المتأخر مع إنخفاض فى الحرارة دون المعدل في النصف الأول من شهر مارس والذي نتج عنه موجات اضافية من التزهير (في أجيال متعاقبة) …
3- خرجت الأشجار منهكة مستنزفة (حيث تم استهلاك كل كمية الكربوهيدرات المخزنة فى قواعد البراعم والتي تمثل رصيد الموسم الجديد المولد للاوكسينات اللازمة للحفاظ على العقد والثمار الصغيرة من التساقط)
4- لم تستفيق أشجار محصول المانجو حتى كان للإرتطام القوي مع موجات شديدة الحرارة مبكرة في فى التلت الأخير من ابريل و على فترات متعاقبة وحتى اواسط مايو “المهادن” .. فزادت الاشجار من افراز هرمون “الاثيلين” نتيجة موجات الحرارة العالية وذلك كرد فعل ضد ارتفاع الحرارة وزيادة معدلات البخر نتح .
فالارتفاع القياسي في الحرارة خلال هذه الفترات .. فد يغلب على اي وسيلة ردع وحماية … لان درجة حرارة الهواء الساخن تستطيع أن تتوغل داخل الأنسجة بسرعة .. ويزيد افراز الاثيلين وترتبك الشجرة فسيولوجياً وبالتالي تأثرت معدلات انتاج الهرمونات والاكسينات الطبيعية والمسئولة عن تنظيم عمليات النمو الداخلية فى الشجرة .
5- ثم ما لبثت ان رفض الربيع ان يغادر الا ببعض موجات الخماسين الساخنة والتي ضربت مناطق محددة ومزارع محددة وتعرضت هذه المناطق وهذه المزارع للعديد من المشاكل .
أسباب زيادة معدلات تساقط العقد
كل ما سبق تسبب فى زيادة معدلات تساقط العقد واستمر التساقط بعد ذلك أيضاً فى جميع مراحل تكون الثمار تقريبا حتى النصف الأخير من مايو والاسبوع الأول من يونيو وتوقف التساقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة ليلاً وزيادة تخشب اعناق الثمار .
لكن وجدنا ان معدلات التساقط كانت متفاوتة ما بين صنف إلى آخر وما بين منطقة إلى أخرى وما بين مزرعة إلى أخرى حتى داخل المزرعة وجدنا تباين أيضاً بين شجرة وأخرى وأحيانا بين جانب من شجرة إلى الجانب الآخر .
أسباب زيادة معدلات تساقط ثمار محصول المانجو
1- سوء تغذية الشجرة .
2- الرى الغزير خلال فترة العقد .
3- التعطيش الشديد ثم الرى بغزارة .
4- الرى أثناء ارتفاع درجات الحرارة الشديدة ( الرى فى الظهيرة ) .
5- التربة الكلسية أو المياة القلوية.
6- زراعة اشجار الفاكهة في الأراضي الطينية الثقيلة السيئة الصرف أو المحلية. أو الأراضي التى يرتفع فيها مستوي الماء الأرضي عن 120 سم من سطح التربة خصوصا في الأجواء الحار الجافة.
7 – التذبذبات العالية فى الحرارة وزيادة الفرق بين حرارة الليل والنهار.
8- عدم وجود مصدات رياح او وجود المزارع منفردة بدون حماية جماعية من مزارع مجاورة.
التفسير العلمي لتساقط ثمار محصول المانجو
1- ظاهرة سقوط الثمار المنتشرة طبيعياً في أشجار المانجو تحدث عادة عقب عملية الإخصاب والعقد مباشرة أو أثناء نضج واكتمال التسوية في الثمار.
2- يتم التساقط علي فترتين يسمي الأول بالتساقط المبكر الذي يحدث بعد انتفاخ المبيض و تكوين الاندوسبرم البذري للثمرة ..
3- التساقط الثاني يعرف بتساقط يونيو الذي يحدث خلال الفترة السريعة لتكوين الجنين (والذي حدث مبكراً هذا العام بسبب الموجات الحرارية المرتفعة وهو الذي سبب زيادة في معدل التساقط ( وطال البرتقال والرمان أيضاً) ..
4- هناك نوع آخر من التساقط يعرف بتساقط ما قبل الجمع حيث تسقط الثمار وهى على وشك النضج.
ميكانيكية تساقط ثمرة محصول المانجو
تحدث منطقة الانفصال فى الثمرة إما فى منطقة اتصال العنق بالثمرة أو قد تحدث فى طبقة القشرة والبشرة للثمرة قرب العنق بمسافة نصف ملليمتر فى العنق أو عمقاً فى الثمرة والذي يختلف مكانة باختلاف الصنف وعمر الثمرة …
ويحدث الانفصال نتيجة انخفاض مستوي الأوكسينات في الثمار أو إلى التدرج الاوكسينى على جانبي منطقة الانفصال فأن كان مستوى الأوكسين على الجانب الداخلى أكبر منه على الجانب الخارجي فى هذه الحالة لا يحدث التساقط آما أن قل المستوى الاوكسينى الداخلى ليتساوى مع مستواه الخارجي البعيد عن منطقة التساقط فى هذه الحالة تتكون منطقة الانفصال ويزداد احتمال تساقط الثمرة عند فشل الاخصاب وعدم تكون جنين أو تكون جنين مشوه وناقص حيث يترتب علية انخفاض المحتوى الاوكسينى للثمرة وبالتالي انخفاض قدرتها على المنافسة للحصول على المواد والعناصر الغذائية اللازمة لنموها إذ إن الإفراز الهرموني يحدث مناطق جذب لهذه العناصر.
أهم التوصيات الخاصة بـ محصول المانجو
1- تحسين الحالة الصحية والفسيولوجية للشجرة باجراء رشة عاجلة بالاحماض الامينية ومحفزات النمو والعناصر الصغري وخصوصا الحديد والزنك. باجراء رشة عاجلة قبل حدوث الموجات المناخية الحادة ورشة اخرى بعد انتهاء الموجة الحارة بحوالى من 1-2 يوم.
2- فالرش بسليكات البوتاسيوم والالومنيوم هو جزء من الحماية وليس كلها حيث أن توفر المياه ودرجة حرارتها وكمية الظل “المتحرك” وحالة الشجرة الصحية ونوع التربة والصنف وكثافة الشجرة والتغطية وغيرها …ستكون عمليات مساعدة ولها دور كبير في نجاح الحماية .
3- كما ان تقصير فترات الري مع الري على “شفتات” أمر واجب مع الامتناع تماماً عن الري وقت الظهيرة خاصة اثناء الموجات الحارة …
4- وفي مرحلة بداية العقد وتكوين الثمار فإن الابتعاد تماما عن كل مصادر الازوت عدا نترات الكالسيوم هام جداً فى الاجواء الحارة المتذبذبة..
5- الاهتمام الزائد بمركبات عالي الماغنسيوم والمنجنيز وطبعا الكالسيوم في صورة “الفوسفيت” وذلك لالتئام الجروح الناتجة عن تكوين مناطق الانفصال ..
6- الرش الهام بالاحماض الامينية وخاصة البرولين والهيدروكسي برولين اثناء الفترة ما بين الموجات الحرارية ..
7- الرش الحتمي ضد الأمراض مثل البياض الدقيقي .. و الانثراكنوز لأنه فطر يهاجم الأنسجة “المجروحة” .. علي أن تكون جلوكونات/ اكسي كلورو / هيدروكسيد النحاس من ضمن التركيبة ..
8- الرش ضد الحشرة القشرية والبق الدقيقي لانهما يصيبا الاشجار الضعيفة.
9- التفكير جيداً قبل انشاء اى مزارع جديدة للمانجو فى حمايتها بمصدات الرياح وعدم اختيار المناطق الهشة مناخياً وعدم زراعة مزارع مانجو منفردة بعيد عن تجمعات المزارع .
شاهد
الأكوابونيك.. مدير المشروع بالزراعة يحذر من النصابين