استيقظت الدولة بتحولات غير مسبوقة بجرائم العنف والقتل بطريقة مفزعه وبشعه لم نعتاد ان نراها من قبل بين المثقفين، ما الذي دفع الشباب لارتكاب جرائم وحشيه بسفك دماء الأبرياء من الشابات وإصدار حكم عليهن بالموت وحرمانهم من أن يحيا حياه آمنة داخل مجتمعهم وهذا من أبسط الحقوق التي تكفلها الدولة لكل مواطن تحت مظلة الدستور والقانون، وما يحزنني ان يتم القتل بأيادي طبقه مما يدرسون في محراب العلم الجامعي والذي نتطلع لنري منهم شباب واعد يبني بلده ويستفيد منهم المجتمع بخبراتهم وعلمهم، ولكنني رأيت عكس ذلك مما اثأر الذعر والفزع في المجتمع المصري . ويحضرني سؤال هام جدا جدا ،على من تقع المسؤولية ؟ هل الشاب وحده الجاني ؟
أري أن القي بالمسؤولية بالدرجة الأولي لا محاله على التربية الغير صحيحة من الأسرة والإهمال وأيضا غياب الدور الرقابي لديهم نحو الأبناء، وعدم توجيهم التوجيه الصحيح وترك العنان لهم من عدم تحمل مسؤولية تعب الأسرة إزاء توفير الماديات لهم لكي يحيا حياه آمنه ولا يتم توجيهم بالدين وتعاليمه السمحة وما أطلق عليه غياب دور الخطاب الديني .لكنني أري اندماج بعض الشباب وتأثير الإعلام المصدر لنا بكل أنواعه وأولهم مواقع السوشيال ميديا الممزوجة بشعار العولمة والمدنية الحديثة و التي هي عارية تماما من الدين وتعاليمه السمحة كما أن العولمة عاريه تماما من الأخلاقيات ومملوءة بالإباحيات وقد تركت الأسرة لهذه المواقع العنان لتربيه أولادهم بثقافات الغرب وعاداتهم وليس بعاداتنا الشرقية التي تربينا عليها لذا نجد اختلافا كبير بين جيل سابق وجيل حالي هذه المواقع جاءت لتحل محل الأسرة ودورها المنوط لهم بالدرجة الأولي ،إلي جانب دور المعلم في التربية قبل التعليم، أنا لا احاسب المجتمع أولا لأن المجتمع تخرج له أجيال من نتاج الأسرة إذا صحت تربيه الأسرة وهي المجتمع الصغير صلح المجتمع الأكبر ككل.
فيا كل أب وكل أم تداركوا الأمر قبل فوات الأوان راقبوا اولادكم واغرسوا داخلهم الدين الصحيح والتقرب إلي الله بالطاعات والعبادات وحب الخير، فهم لم يختاروا أب وأم يقوموا على رعايتهم و يحموهم من شر أنفسهم والشيطان، الكل سيحاسب أمام الله، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
مقال
د. سميه المسلمي
دكتوراه بالعلوم السياسية
خبير استراتيجي بدراسات وشؤون الشرق الأوسط
دراسات عليا في اداره الأعمال
خبرة بالتدريس الاكايمى في الاكاديمية المصرية الكندية