يشكل الأرز العطرى مجموعة صغيرة و لكنها خاصة من الأرز و التى تعتبر الأفضل من حيث الجودة.و لطالما حظيت هذه المجموعة بشعبية فى الشرق ،و أصبحت إلان أكثر شعبية فى الشرق الأوسط و اوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية.
تاتى معظم تجارة الأرز العطرى من الهند و باكستان و تايلاند.
تشير المؤشرات أن أصناف الأرز الغير عطرية طويلة و متوسطة الحبة و الجابونيكا قصيرة الحبة تشكل الجزء الأكبر من (٧٩٪) من التجارة العالمية ، و التى تهيمن عليها تايلاند و الولايات المتحدة الأمريكية و فيتنام و أستراليا ، و مع ذلك فإن الأرز البسمتى فى شبه القارة الهندية هو الذى يحصل على سعر أعلى ثلاث مرات (٨٠٠ – ١٠٠٠ دولار أمريكي) من مقارنة بالأنواع عالية الجودة غير البسمتى ( ٢٠٠ – ٣٠٠ دولار أمريكي).
يتكون الجزء الأكبر من الأرز العطرى من الهند و باكستان من أنواع بسمتى ،،بينما تعد تايلاند هى المورد الرئيسي للأرز الياسمين. الأصناف العطرية الهامة الأخرى في السوق العالمية هى Khaw Dawk , Mali 105 ,Siamati ( تايلاند ) و Bahra ( أفغانستان) و Sadri (إيران ) و Della و Texamati و Kasmati ( الولايات المتحدة الأمريكية) .
على الرغم من أن الأرز العطرى المشهور فى الأسواق العالمية طويل الحبة ، إلا أن غالبية الأرز العطرى الهندى الأصلى صغير و متوسط الحبيبات و قد تم العثور على عدد كبير من السلالات البرية لهذه الأنواع من الأرز العطرى فى منطقة جبال الهيمالايا تاراى بولاية UP و Bihar فى الهند ، مما يشير إلى أن هذه المنطقة هى على الأرجح أصل الأرز العطرى حيث تم تصنيف انواع مختلفة من الأرز بأستخدام ال Isozymes إلى ستة مجموعات متميزة تشمل المجموعة الخامسة أرز عطري من شبه القارة الهندية بما في ذلك الأرز البسمتى.
تعتبر الرائحة أكثر أهمية من بين صفات الجودة المختلفة و قد تم تعريف acetyle -l-pyrroline كمكون نكهة مهم للعديد من الأصناف العطرية،ومع ذلك فإن الرائحة اللطيفة التي نشمها من الأرز العطرى المطبوخ أو غير المطبوخ أو في الحقل وقت التزهير هو نتيجة لعدد كبير جدا من المركبات الموجودة فى نسبة محددة.
معظم أصناف الأرز العطرية التقليدية منخفضة المحصول ،على الرغم من القيمة العالية و الطلب المرتفع على الأرز العطرى و لم يكن هناك تقدم كبير فى تطوير الأصناف العطرية حتى إلان ، و يرجع ذلك جزئيا إلى عدم توافق الأصناف العطرية من المجاميع المختلفة مما يؤدى إلى عقم شديد فى التهجينات فيما بينها كذلك وجود خصائص متعددة الجينات لبعض صفات الجودة مما يعقد تحسين أصناف الأرز العطرية.
لطالما كانت جودة الحبوب إعتباراً مهما فى إختبار و تطوير انواع الأرز و بناءا على المسح الذى شمل ١١ دولة رئيسية لزراعة الأرز ، خلص جوليانو و داف (١٩٩١) إلى أن جودة الحبوب تأتى فى المرتبة الثانية بعد المحصول كهدف رئيسى للتربية.فى المستقبل ستكون جودة الحبوب أكثر أهمية بمجرد الفقراء المدقعون الذين يعتمد غالبيتهم على الأرز كغذاء رئيسى أفضل حالاً و يبدأون فى طلب أرز عالى الجودة.
الرائحة هى خاصية نوعية مهمة للأرز عالية الجودة فى معظم البلدان ، تفرض اسعارا أعلى للأرز العطرى فى الأسواق المحلية.فى الأسواق الدولية ، تحظى نوعيات الأرز البسمتى و الياسمين العطريين بأسعار مميزة.ومع ذلك فإن جودة الأرز التى يطلبها مجتمع ما قد تكون غير مقبولة على الإطلاق من قبل مجتمع آخر.على سبيل المثال ، يفضل المستهلك فى الشرق الأوسط ارزا طويل الحبة و مضروبا جيداً و رائحة قوية و يشعر بأن الأرز بدون رائحة مميزة مثل الطعام بدون ملح.فى المقابل ، يفضل المجتمع الأوروبي عموما الأرز طويل الحبة بدون رائحة ، بالنسبة لهم ، فإن أى رائحة تشير إلى التلف و التلوث.و مع ذلك حتى هناك ، فإن تصور المستهلك عن الأرز العطرى يتغير إلان بسرعة.
و الجودة تعنى أكثر بكثير من الرائحة وحدها و تعتمد على مميزات مثل محتوى الأميلوز (AC) , و درجة حرارة الجلتنة ( GT) ,و تماسك الچل (GC) و طول الحبة (L) و عرض الحبة (B) , و نسبة L/B و إستطالة الحبة بعد الطهى (KLAC) إلى آخره من صفات الجودة.
لتخطيط برنامج تربية منهجى لتحسين صفات الجودة فى الأرز يعتبر فهم طبيعة وراثة صفات الجودة المذكورة أعلاه شرطا مسبقا.
و قد تبنينا فى مصر و منذ عام ٢٠١٤ برنامج قومى لتربية الأرز العطرى بتمويل أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا تحت إسم المشروع القومى للنهوض بإنتاجية و تسويق الأرز الهجين لتحسين صفات الجودة و المحصول و أسفر عن نجاحات كبيرة تاريخية لأول مرة في مصر اسفرت عن تسجيل أول صنف أرز مصري بسمتي (جيزة بسمتى ٢٠١ ) و هو صنف لا تقل إنتاجيته عن ٤ طن للفدان و صنف عطرى بسمتي عالى الجودة و معيد لخصوبة السلالة العقيمة و منتج للأرز الهجين كما تم تسجيل أول أم بسمتى مصرية عقيمة الذكر لإنتاج تقاوى هجن جديدة بسمتي مصرية حيث تم تسجيل أول هجين مصرى بسمتى تحت إسم هجين مصرى بسمتى ١١ تتجاوز إنتاجيته ٥ طن للفدان فى إنجاز مهم عالمياً فى محاولة جريئة لتطبيق إستراتيجية وطنية لزراعة ١٠٠ ألف فدان ارز بسمتي مصرى بدلا من إستيراد هذه النوعية من الخارج بما يزيد عن ٢٠٠ مليون دولار.
مقال
د. حمدي الموافي
رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاج الأرز في وزارة الزراعة
اقرأ أيضا
التمويل العقاري لشراء الشقق .. الأهلي القطري يتيحه بـفائدة 7 %
سكن كل المصريين .. الإسكان تعلن عن 6800 وحدة بـ مدينة قنا الجديدة