يُعد المجال الزراعي من أهم القطاعات الحيوية التي يعتمد عليها الإنسان لضمان الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة. ومن هنا تأتي أهمية العلم والعلماء في تطوير هذا القطاع الحيوي وتحسين الإنتاجية الزراعية، ومعالجة التحديات التي تواجهه مثل التغيرات المناخية والآفات الزراعية.
دور العلم في المجال الزراعي
يلعب العلم دوراً محورياً في تحسين وتطوير القطاع الزراعي من خلال العديد من الأبحاث والتقنيات الحديثة. ومن أبرز المجالات التي يسهم فيها العلم في الزراعة:
1. تحسين المحاصيل: بفضل الأبحاث العلمية، تم تطوير أنواع جديدة من المحاصيل تتميز بإنتاجية أعلى ومقاومة أفضل للأمراض والظروف البيئية الصعبة.
2. الزراعة المستدامة: يسهم العلم في تطوير تقنيات زراعية مستدامة تساعد في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الأثر البيئي للزراعة.
3. إدارة الموارد المائية: البحث العلمي يساعد في تحسين طرق ري المحاصيل وترشيد استخدام المياه، مما يسهم في مواجهة مشكلة ندرة المياه.
4. التكنولوجيا الحيوية: استخدام الهندسة الوراثية في تحسين المحاصيل وزيادة مقاومتها للأمراض والآفات، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية الزراعية.
5. مكافحة الآفات: يلعب العلم دوراً هاماً في تعزيز دور الإدارة المتكاملة للآفات للحد من مخاطر المبيدات الكيماوية وتوطين الأعداء الحيوية في البيئة لتقليل الضرر الاقتصادي للآفات المختلفة التي تصيب المحاصيل الزراعية.
العلماء وتطوير المجال الزراعي
العلماء هم العقول التي تقف وراء التطورات الكبيرة في المجال الزراعي. من خلال أبحاثهم وتجاربهم، تمكنوا من تحقيق إنجازات مهمة في تحسين الإنتاجية الزراعية ومعالجة العديد من التحديات. ومن أبرز أدوار العلماء في هذا المجال:
1. البحث والتطوير: العلماء يجرون أبحاثاً مستمرة لتطوير محاصيل جديدة وتحسين طرق الزراعة والإنتاج.
2. التدريب والتوعية: العلماء يقومون بتدريب المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة وتوعيتهم بأفضل الممارسات الزراعية.
3. التعاون الدولي: العلماء يشاركون في مؤتمرات وورش عمل دولية لتبادل المعرفة والخبرات مع زملائهم من مختلف أنحاء العالم.
لقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية العلم في مواضع عدة، مما يدل على دوره الحيوي في تحسين حياة الإنسان. قال الله تعالى في سورة البقرة:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (البقرة: 172(.
وهذا يشير إلى أهمية السعي للحصول على الغذاء الطيب والمفيد، وهو ما لا يتحقق إلا من خلال العلم والمعرفة.
• قال جورج واشنطن كارفر، العالم الزراعي الشهير: “إن أعظم شيء يمكن لأي مزارع أن يفعله هو أن يحرث الأرض بطريقة صحيحة ويزرع المحاصيل المناسبة”.
• قال نورمان بورلاوج، الحائز على جائزة نوبل للسلام: “الزراعة هي المهنة الأهم لأنها توفر الطعام الذي نحتاجه جميعاً”.
إن العلم والعلماء يلعبون دوراً حيوياً في تحسين وتطوير القطاع الزراعي، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. يجب على المجتمعات والحكومات دعم وتشجيع الأبحاث الزراعية وتوفير البيئة المناسبة للعلماء ليتمكنوا من الابتكار والإبداع في هذا المجال الحيوي.
الأستاذ الدكتور/ مجدي فاروق السماحي
أستاذ النانوتكنولوجي ووقاية النبات – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بكفر الشيخ
مسئول برنامج مطبقي المبيدات بمحافظة كفر الشيخ
المشرف العلمي لدودة الحشد الخريفية بمحافظة كفر الشيخ
عضو مجلس إدارة جمعية مجلس علماء مصر
عضو لجنة أخلاقيات البحث العلمي بجامعة كفر الشيخ
مستشار مجلس إدارة المجلة العلمية أهرام قسم العلوم