يجب أن نتوقف عند الدور المركزي الذي يلعبه الفلاح المصري في ضمان استمرارية الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي لمصر. فمنذ آلاف السنين، ارتبطت الحضارة المصرية بالزراعة، حيث كان الفلاح هو العمود الفقري للاقتصاد والمجتمع. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجها اليوم، يزال الفلاح يحافظ على دوره المحوري في تطوير الزراعة.
تواجه الزراعة والفلاح تحديات متعددة، أبرزها ندرة المياه نتيجة التغيرات المناخية وتزايد التعداد السكاني. كما أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي مثل الأسمدة والتقاوي يجعل من الصعب على الفلاحين تحقيق أرباح مستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تتعرض الأراضي الزراعية لمخاطر التآكل والتصحر نتيجة الممارسات الزراعية غير المستدامة، مما يزيد من الأعباء على الفلاح.
ورغم هذه التحديات، تسعى الدولة المصرية إلى تقديم الدعم اللازم للفلاحين عبر مجموعة من السياسات والبرامج، حيث قامت الحكومة بتبني خطط لتطوير نظم الري الحديث لتقليل فاقد المياه وتحسين كفاءة الإنتاج. كما تقدم الدولة الدعم المالي من خلال القروض الميسرة لتشجيع الفلاحين على الاستثمار في الزراعة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الدولة إلى تحسين جودة التقاوي والأسمدة، وتوفير خدمات إرشاد زراعي متطورة تعتمد على البحث العلمي.
إن تعزيز دور الفلاح لا يتطلب فقط دعم الدولة، بل يستوجب أيضًا مشاركة المجتمع في تقدير جهوده وتعزيز دوره في التنمية المستدامة. وفي هذا اليوم المميز، يجب أن نحتفي بالفلاح ونؤكد على أهمية استمرار الدعم الحكومي لتحسين ظروف عمله، لضمان استدامة الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي لأجيالنا القادمة.
مقال
عيد الفلاح .. بين التهنئة ومواجهة التحديات
الأستاذ الدكتور/ مجدي فاروق السماحي
أستاذ النانوتكنولوجي ووقاية النبات – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بكفر الشيخ
مسئول برنامج مطبقي المبيدات بمحافظة كفر الشيخ
المشرف العلمي لدودة الحشد الخريفية بمحافظة كفر الشيخ
عضو مجلس إدارة جمعية مجلس علماء مصر
عضو لجنة أخلاقيات البحث العلمي بجامعة كفر الشيخ
مستشار مجلس إدارة المجلة العلمية أهرام قسم العلوم