تشتهر “جبال شدا” بمنطقة الباحة بـ زراعة البُن الشدوي منذ مئات السنين، خاصة مع توفر التربة الخصبة، والمواسم المطيرة، وطبيعتها القروية، مما جعل زراعة البُن أبرز مظاهر الحياة اليومية للأهالي.
وعبر جمعان بن حسين الغامدي لـ”واس” عن شغفه واهتمامه بزراعة البُن خاصة مع المحفزات والدعم الحكومي المقدم للقطاع الزراعي بشكل عام وزراعة “البُن الشدوي” بشكل خاص، مما شجعهم على إحياء مزارعهم التي توارثوها عن الأجداد، مشيرًا إلى أن تخصصه في علم الأحياء ساعده كثيرًا في الممارسات الزراعية الصحيحة بشكل علمي ومدروس من حيث اختيار التربة الخصبة وطريقة الزراعة، حتى أصبح يملك 10 آلاف شتلة.
وأوضح الغامدي أن بداية نمو الشجرة يحتاج مدة (شهر ونصف) ثم مدة (سنة إلى سنتين) حتى تصبح شتلة ويصل طولها إلى 3 أمتار، ويبدأ إنتاجها بعد ثلاث سنوات تقريبًا بكميات قليلة، ثم تزداد مع زيادة عمر الشجرة التي تنتج من 5 – 10 كيلو تقريبًا، مبينًا أن مرحلة الإثمار تبدأ من شهر أبريل ومع دخول شهر أكتوبر تبدأ عملية جني الثمار، وأن نوعين من البن موجودان، أحدها موسمي، ونوع آخر منتج طوال العام “البُن القزم” وهو ذات حبة كبيرة الحجم وغزير الإنتاج وشجرته لا يتجاوز طولها مترين.
ويوجد بـ (جبل شدا الأعلى والأسفل) و (صدر المزاودة) بمنطقة الباحة ما يتجاوز الـ 200 مزرعة بها أكثر من 22 ألف شجرة من أجود أنواع البُن السعودي، ويحظى المزارعون بدعم حكومي كبير يقدمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة, من ذلك إطلاق مشروع “مدينة البُن التنموية بمعشوقة” في محافظة القرى والاهتمام بتطوير الممارسات الزراعية، ورفع جودة المنتج وتسويقه.
ويُعد مشروع مدينة البُن الأول من نوعه على مستوى المملكة، ويقع على مساحة إجمالية بلغت 1.600.000متر مربع وبطاقة تشغيلية تستهدف توفير 1000 فرصة وظيفية وزراعة 300.000 شجرة بن, وقد بلغت نسبة إنجازه 55%, حيث زُرِع 250 ألف شتلة من 450 ألف شتلة.
اقرأ أيضا