المرأة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والعاملة. دورها لا يقتصر فقط على المنزل وتربية الأبناء، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العمل الزراعي والخدمي. المرأة ليست فقط شريكة في بناء المجتمع، بل هي الداعم الرئيسي الذي يُحافظ على استقراره وتطوره.
يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، حيث يتم التعريف بالإنجازات والنجاحات التي تقدمها المرأة على مستوى مجالات مختلفة منها السياسية والاجتماعية والثقافية فكما يعلم الجميع أن المرأة لها دور كبير في التعليم وفي التربية كما يكون لها دور في المجال السياسي.
الدور الرئيسي للمرأة: بيتها وأسرتها
المرأة هي حارسة البيت وبانية الأسرة، وهذه المهمة تُعد من أهم الأدوار التي تقوم بها في المجتمع. فالأسرة هي اللبنة الأساسية لأي مجتمع، والمرأة هي التي تُحافظ على تماسكها واستقرارها. من خلال تربية الأبناء، تُغرس المرأة القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تُشكل شخصياتهم وتُحدد سلوكهم في المستقبل.
المرأة هي المدرسة الأولى للأطفال، فهي التي تُعلمهم المبادئ الأولى للحياة، مثل الاحترام والتعاون والمسؤولية. كما أنها تُوفر البيئة الآمنة التي ينشأ فيها الأبناء، مما يُسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على تحمل المسؤولية. بدون المرأة، يفقد المجتمع البنية الأساسية التي يقوم عليها، وهي الأسرة المتماسكة.
دور المرأة في العمل الزراعي
في المجتمعات الريفية، تلعب المرأة دورًا لا يقل أهمية عن دور الرجل في العمل الزراعي. فهي تشارك في جميع مراحل الإنتاج، من زراعة البذور إلى حصاد المحاصيل. في كثير من الأحيان، تكون المرأة هي المسؤولة عن إدارة الحقول، خاصة عندما يهاجر الرجال للعمل في المدن أو في مجالات أخرى.
المرأة في الريف لا تقتصر مساهمتها على العمل في الحقول فقط، بل تمتد إلى إدارة الموارد المنزلية المتعلقة بالزراعة، مثل تخزين المحاصيل وتحويلها إلى مواد غذائية قابلة للاستهلاك. هذا الدور الحيوي للمرأة في الزراعة يُسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي للأسرة والمجتمع ككل. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم المرأة في الحفاظ على البيئة من خلال استخدامها لأساليب الزراعة التقليدية التي تُحافظ على خصوبة التربة.
دور المرأة في العمل الخدمي
في القطاع الخدمي، تُظهر المرأة قدراتها الفريدة في التعامل مع الآخرين وإدارة الأمور بفعالية. سواء كانت تعمل في مجال التعليم، الصحة، أو حتى في الأعمال التطوعية، فإن المرأة تُقدم خدمات لا غنى عنها للمجتمع. في المدارس، تُعد المعلمات قدوة للطلاب، ليس فقط في نقل المعرفة، بل أيضًا في غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية.
في القطاع الصحي، تُشكل الممرضات والطبيبات العمود الفقري للخدمات الطبية، حيث يُقدمن الرعاية والدعم للمرضى بأسلوب يعكس التعاطف والاهتمام. هذا الدور الخدمي للمرأة لا يقتصر فقط على العمل المأجور، بل يمتد إلى الأعمال التطوعية التي تقوم بها في المجتمع، مثل رعاية كبار السن ومساعدة الأسر المحتاجة.
تأثير المرأة على الرجل
المرأة لها تأثير كبير على الرجل، سواء في المنزل أو في العمل. في المنزل، تُعتبر المرأة مصدر الدعم النفسي والعاطفي للرجل، مما يمنحه القوة لمواجهة تحديات الحياة. في العمل الزراعي، تعمل المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل، مما يُعزز روح الفريق ويُحسن من إنتاجية العمل.
في القطاع الخدمي، تُشجع المرأة الرجل على تبني قيم التعاون والعطاء، مما يُعزز من تماسك المجتمع. المرأة، بفضل طبيعتها القادرة على التوازن بين العاطفة والعقل، تُلهم الرجل ليكون أكثر إنسانية وتفهمًا في تعامله مع الآخرين.
في اليوم العالمي للمرأة، نحتفل بالدور العظيم الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع. المرأة هي الداعم الرئيسي للمجتمع، فهي التي تُحافظ على تماسكه وتُسهم في تطوره من خلال أدوارها المتعددة في الزراعة والخدمات. تأثيرها على الرجل لا يقل أهمية، حيث تُشجعه على أن يكون أكثر إنتاجية وإنسانية. إن تمكين المرأة ودعمها ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل هو استثمار في مستقبل المجتمع ككل. المرأة هي القلب النابض الذي يُحافظ على حياة المجتمع واستمراريته.
مقال
الأستاذ الدكتور/ مجدي فاروق السماحي
أستاذ النانوتكنولوجي ووقاية النبات – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بكفر الشيخ
مسئول برنامج مطبقي المبيدات بمحافظة كفر الشيخ
المشرف العلمي لدودة الحشد الخريفية بمحافظة كفر الشيخ
عضو مجلس إدارة جمعية مجلس علماء مصر
عضو لجنة أخلاقيات البحث العلمي بجامعة كفر الشيخ
مستشار مجلس إدارة المجلة العلمية أهرام قسم العلوم
استشاري بمركز مفكرون الدولي للأبحاث والدراسات العلمية
اقرأ أيضا
د. مجدي السماحي يكتب أهمية القراءة والتعلم عند المصري القديم