مارسيل كولر كلمة سر انتصارات الأهلي الأخيرة، ومفتاح استعادة شخصية المارد الأحمر، وهويته التي افتقدها خلال الفترة الفاصلة ما بين عهد موسيماني، وسابقيه ومن تبعوه، وصولًا للبرتغالي “ريكاردو سواريش”، الذي لم تكتمل تجربته لعدة أسباب.
مارسيل كولر ترنيمة عشق جماهير القلعة الحمراء، التي أعادتهم لذكريات الساحر “جوزية”، وصانع البهجة وتتبيلة “الفوز” القاتلة، التي انتزعت اللقب القاري الحادي عشر، من قلب كازبلانكا، وملعب مركب محمد الخامس الرهيب.
ورغم مشاعر الحب والتقدير التي يحظى بها المدير الفني السويسري المخضرم، والأرقام القياسية التي حققها على الصعيدين المحلي والقاري، لا يزال “كولر” يبحث عن “النغمة المفقودة”، في سيمفونيته الكروية، التي يسعى بها للوصول إلى حد “الكمال”، بما يتيح له السيطرة والاستحواذ على منصات التتويج منفردًا، حال استمراره على مقعد القيادة.
إشادتنا المستمرة بالواقعية الشديدة، التي يتعامل بها المدير الفني السويسري، مع الخامات والعناصر المتاحة بقائمته الرسمية، تفرض علينا واجبًا أكبر – إعمالًا لمبادئ العدالة والشفافية – بالنظر إلى الوجه الآخر من العملة، وتسليط الضوء على بعض السلبيات الخطيرة، التي يعاني منها المارد الأحمر، والتي لم يجد “كولر” حلًا ناجعًا لها، رغم حرصه الشديد على تسجيل ملاحظاته الفنية، خلال جميع المباريات التي قاد فيها الفريق، منذ التعاقد معه مطلع شهر سبتمبر الماضي.
وبنظرة متعمقة لواقع الحال على أرضية الملعب، تتبدى لنا 3 ألغام ولوغاريتمات واضحة، فشل “كولر” في التعامل معها حتى هذه اللحظة، وفقًا للإحصائيات الرقمية، التي تناولت أداء الأهلي، على مدار رحلته مع الفريق منذ انطلاق المسابقة المحلية مطلع شهر سبتمبر الماضي.
تقرأ في هذا الموضوع
العرضيات والركنيات “مشكلة استعصت على الحل”
رقم مفزع وحصيلة هزيلة
تأتي معضلة الكرات العرضية، كواحدة من أبرز المعضلات، التي يعكف “كولر” ورفاقه، على إيجاد حلول أكثر واقعية تجاهها، بعد المردود الضئيل الذي حققه الفريق، طوال مشواره في المسابقة المحلية على الصعيد “الهجومي”.
وظهرت المشكلة بشكل جلي، في ظل حالة التألق غير العادية لأجنحة الأهلي، التي قدمت نصيبًا وافرًا من الفرص المؤكدة للتسجيل، دون وجود اللاعب القادر على استثمارها، أو ترجمتها إلى أهداف تهتز بها شباك المنافسين.
وتؤكد الإحصائيات الرقمية تحصل المارد الأحمر على 191 ركلة ركنية، على مدار 29 مباراة خاضها الفريق، منذ انطلاق مسابقة الدوري الممتاز هذا الموسم، لم يحرز منها سوى هدف وحيد، في المباراة التي جمعته بنادي بيراميدز، ضمن مواجهات الجولة الـ11، وحمل توقيع لاعب الوسط الدولي عمرو السولية، بنسبة نجاح لا تتجاوز الـ0.005%.
وأظهرت هذه الإشكالية الملحة، مدى افتقاد الأهلي لـ”المهاجم القناص”، القادر على استقبال وتوجيه “سيل” الكرات العرضية، المرسلة داخل منطقة الجزاء إلى شباك المنافسين، والتي لم تشفع للمارد الأحمر بالظهور بالشكل اللائق، على صعيد إجمالي إنتاج لاعبي الخط الأمامي.
وبوجه عام قدمت أجنحة الأهلي مردودًا إيجابيًا للغاية، بإجمالي 497 كرة عرضية داخل منطقة جزاء المنافسين، لم يترجم سوى 19 فرصة منها إلى أهداف، بنسبة نجاح لا تتجاوز الـ4% تقريبًا، وهو رقم هزيل جدًا، لفريق ينافس على إحراز كافة الألقاب، ما يحتم استغلال كل الفرص المتاحة للتسجيل، وفي مقدمتها “العرضيات”.
ولولا الظهور الحاسم للثنائي الاستثنائي “معلول وعبد المنعم”، ما كتب للأهلي النجاح في تحقيق اللقب القاري الحادي عشر، والذي ترجم فيه مدافع المارد الأحمر صاحب “الرأس الذهبية”، 4 فرص حاسمة كانت كفيلة بتوجيه بوصلة الكأس صوب قلعة الجزيرة.
وعلى الصعيد الدفاعي لا زالت تلك المشكلة واحدة من أبرز نقاط الضعف التي يعاني منها الأهلي، رغم احتلاله صدارة ترتيب فرق الدوري الأقوى دفاعيًا – لم تهتز شباكه سوى 7 مرات فقط – في ظل افتقاده للمدافع القادر على التعامل مع ألعاب الهواء، والتي تشكل خطورة دائمة ومستمرة على “العرين الأحمر”.
وينتظر “كولر” وجهازه المعاون، ما سيسفر عنه الميركاتو الصيفي، في محاولة لرأب الصدع الهجومي للمارد الأحمر، والأمر عينه على الصعيد الدفاعي، لإيجاد حل لشفرة “العرضيات”، التي فشل في إيجاد اللاعب القادر على حسمها، من داخل تشكيلة الأهلي الحالية.
التسديد من خارج منطقة الجزاء
“مدفعية” المارد الأحمر المتعطلة عن العمل
واحدة من الحلول والبدائل المتاحة، التي يلجأ إليها أي فريق ينافس على البطولات والألقاب، في محاولة جادة لضرب التكتلات الدفاعية الصلبة، المفروضة على مرمى المنافسين، الذين يسعى أغلبهم للخروج بأقل الخسائر، خلال المواجهات التي تجمعهم بالمارد الأحمر، في مختلف المسابقات سواء “المحلية” أو “القارية”.
ومع وجود أكثر من لاعب لديه هذه الميزة، وفي ظل ضعف الحصاد والمردود النهائي لهذه الزاوية، والذي يترجم عادةً بهز شباك المنافسين، بات البحث عن حل لهذه الإشكالية أمرًا حتميًا لا مفر منه، لاستغلال أنصاف الفرص، وتعديل وضعية الفريق على أرضية الملعب.
وتشير الإحصاءات الرقمية إلى إحراز الأهلي لـ6 أهداف فقط، من أصل 163 تسديدة على المرمى، بنسبة نجاح لا تتخطى حاجز الـ4% تقريبًا، ما يكشف حجم المعضلة التي يعاني منها “المارد الأحمر”، ويضع على عاتق الجهاز الفني مسؤولية مضاعفة، لتطوير مستوى عناصر الفريق في تلك الزاوية.
الزاوية الأكثر غرابة تكشفها المقارنة الرقمية الإحصائية بين إجمالي التسديدات التي أطلقتها “مدفعية” الأهلي، والتي تجاوزت حدود 446 تسديدة، منها 163 محاولة صحيحه تجاه المرمى بنسبة 37%، فيما طاشت 176 منها بعيدًا عن عرين المنافسين، مقابل 107 تم التعامل معها من قِبل المدافعين وحارس المرمى.
الضربات الثابتة
البحث عن خليفة “الماجيكانو”
كشفت تسديدة “علي معلول” المذهلة في مرمى البنك الأهلي، عن افتقاد كتيبة المارد الأحمر، لـ”اللاعب” القادر على إحراز الأهداف من الضربات الثابتة، التي تحصل عليها في العديد من المباريات، والتي تخطت حاجز الـ283 ركلة!.
وطوال تسعة أشهر قاد فيها “كولر” النادي الأهلي، لم ينجح المدير الفني السويسري، في إعادة توظيف أي لاعب، يمكنه تعويض غياب الثنائي الأبرز، “عبد السعيد” ومن قبله الماجيكانو “أبو تريكة”، أو إيجاد البديل المناسب، الذي يحل محلهما في هذه المنطقة، التي تمثل أحد الحلول السحرية لإحراز الأهداف.
في النهاية قد تجد هذه الإشكاليات الحل المناسب، بعد انتهاء الميركاتو الصيفي، الذي يسعى فيه المدير الفني السويسري، لفرض احتياجاته على مجلس إدارة المارد الأحمر، لتلبيتها قبل انطلاق منافسات الموسم المقبل، والتي وضعها على المحك، للحفاظ على المكتسبات التي حققها مع الأهلي، خلال التسعة أشهر الماضية.
موضوعات ذات صلة..
القمة 126.. الأهلي يخوضها بروح “البطولة” والزمالك يسعى لإفساد فرحة “الجماهير الحمراء”