وجه الدكتور عبدالسلام منشاوي – رئيس بحوث متفرغ بقسم القمح في معهد وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية – تحذير هام لـمزارعي محصول القمح من الكتابات على الفيس ومواقع التواصل قائلا: ” في هذه الأيام يجد عجب العجاب.. فمعظم من يروجوا لمنتجات زراعية إلا من رحم الله يلعب على مشاعر الزراع ويحاول اظهار ان منتجاته لها التأثير السحري على النبات والإنتاجية.
تقرأ في هذا الموضوع
الرقص على جراح الفقراء
وتابع : “عجبني تعليق لصديق فاضل على أحد المنشورات قال فيه “يعرفون معاناة الفلاح لكن بيرقصوا على جراح الفقراء والحقيقة فإن الموضوع تجاوز حدوده للآسف مع الكثير ممن على الساحة إلا من رحم الله…. تجد أنهم يدعون تقديم النصيحة، وفي الواقع هم يستغلون الظروف في مثل هذه الحالات… والكلام معظمه يكاد يكون تضليل وكل الهدف تحقيق أرباح على حساب المزارع مستغلين عدم علمه وطيبته وجهله ببعض الاشياء.. في الوقت الذي يتحسس فيه الفلاح أي نصيحة لتعويض التالف أو الخسارة ويتمنى زيادة الإنتاجية”.
الترويج لمركبات سحرية
وقال خبير زراعة محصول القمح : ” ترى من يوصي بالكالسيوم والبرون والسليكات لمقاومة الرقاد.. واخر يوصي بمبيدات وقائية للأصداء والتبقعات وثالث باستخدام مركبات حيوية لمكافحة الأصداء حيوي بدون كيماويات واخر يوصي بمغذيات لتنشيط الامتلاء وبعضهم يوصى بمنظمات نمو وهرمونات لعمل توازن داخل النبات ومواد لتأخير الشيخوخة في النبات ومواد لزيادة المناعة في النبات و منشطات أو هيوميك و…..و…والخ. وبعد العرض يقول وبأقل تكلفة.
محصول القمح خلال مراحل النمو يختلف احتياجاته حسب المرحلة … وكل جزء من أجزاء النبات له وقت تكوين (تطور ) ووقت للنمو… وعند مرحلة معينه ينتهي النبات من وتكوين الأجزاء المختلفة ونموها.
فيبدأ محصول القمح بالإنبات… ثم تكوين ونمو الأوراق في البداية. وحينما يصل إلى ٣ ورقات يبدأ في التفريع وتكوين ونمو الفروع وتكون في عمر ٢٠ يوم تقريبا. وينتهي تكوين الفروع والأوراق عند عمر ٤٥ يوم تقريبا ويستمر بعدها نمو الفروع الأوراق.
ومع نهاية تطور وتكوين الفروع يبدأ تطور وتكوين السنبلة والسنيبلات بالنبات حتى يصل إلى السنيبلات الطرفية عند ٦٠ يوم تقريبا. وفي هذا العمر يكون اكتمل تكوين الأوراق والفروع والسنبلة ولا يمكن زيادة عدد أي من الأوراق أو الفروع أو الأزهار بالسنبلة بعد هذه المرحلة ولكن يستمر نمو وزياده حجم تلك الاجزاء حتى مرحلة التزهير.
يمر النبات بمرحلة الضعف الفسيولوجي والاجهاد للنبات وتكون عند نهاية الحبلان ومع طرد السنابل أما في مرحلة الامتلاء فالبنات طبيعي ولكن الاجهادات الخارجية هي المؤثرة ..
مرحلة طرد السنابل في محصول القمح
ويدخل النبات مرحلة طرد السنابل… ثم مرحلة التزهير والتي يتميز بها محصول القمح، وعندها يتم التلقيح والإخصاب للأزهار بالسنبلة(عند ظهور المتوك على السنبلة بعد التلقيح وتظهر المتوك بشكل ابيض خارج السنبلة) وتكون بعد طرد السنابل بحوالي ١٠ ايام.
ومن المهم أن نعرف أنه بوصول النبات إلى مرحلة التزهير هذه، ينتهي نمو جميع أجزاء النبات ولم يعد هناك أي نمو في النبات سواء الأوراق أو السيقان أو السنابل أو أي نمو إطلاقا ولا يمكن زيادة عدد أو حجم اي جزء من أجزاء النبات إطلاقا بعد الوصول الي هذه المرحلة ما عدا الحبوب.
ويتجه النبات إلى امتلاء الحبوب وتتحول كل طاقة النبات إلى الامتلاء من خلال عملية البناء الضوئي والغذاء المخزن بالسيقان وقواعد الأوراق.
فعلى سبيل المثال كيف يعمل الزنك على إطالة السنبلة بعد طرد السنابل في الوقت الذي أصبح عدد الأزهار منتهي منذ تكوين السنيبلات الطرفية قبل طرد السنابل بأكثر من شهر ونجد من يقول بهذ الكلام…. وتجد من يقول رش كالسيوم وبوتاسيوم في حالة رقاد القمح فهما أسمنت وحديد النبات ويعالج الرقاد الحادث.
ماذا يعمل ذلك بعد طرد السنبلة واكتمال نمو وبناء النبات وأصبح ليس هناك أي نمو للنبات وكل اتجاه النبات للتخزين وامتلاء الحبوب سواء من المواد الغذائية المخزنة او من خلال البناء الضوئي …. وتجد من يقول رش أي مركب نحاس محترم لعلاج الضمور في السنبلة وتحورها و…. و….إلخ والكثير والكثير من الكلام المضحك المبكي.
أرى أن هذا الإضافات في هذه الظروف وفي هذه المرحلة العمرية ومن واقع التجارب لحالات مشابهه مجرد تحصيل حاصل وليس لها مردود فعلي على الإنتاجية في النهاية ولكن الواقع ممكن نقول فات الميعاد….
منشاوي: ما أكتبه هي توصيات قسم بحوث محصول القمح
وفي العموم، أكرر وأقول أن ما اكتبه ليس كلام على لساني ولكن معظمه توصيات قسم بحوث القمح- معهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية والممثل لوزارة الزراعة. وهي توصيات عامة التي لو اتبعها المزارع ونفذها بالشكل الصحيح في الأراضي القديمة لن يحتاج إلى أي شيء آخر. وهي مثلها في هذا الشأن مثل باقي التوصيات التي تصدر من الجهات البحثية والعلمية الرسمية في كثير من دول العالم.
فهناك العديد من المؤسسات البحثية المعنية بالقمح والتي تصدر دليل زراعة القمح، ويتم التركيز فيها على العمليات الزراعية الأساسية والتي لها مردود كبير على الإنتاجية في حالة تنفيذها بالشكل الصحيح. ولم أرى في أي دليل لزراعة القمح كل هذا الكم من المواد والمسميات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والمبالغ فيها لدرجة التعامل مع القمح مثل محاصيل الخضر بل أكثر.
أما الحالات الخاصة والتي لها مشاكل فهذه لها ظروفها الخاصة، وحسب ما تستدعيه حالة الحقل في مثل هذه الظروف يمكن تقديم النصيحة المناسبة على حسب الحالة.
وهنا انتهز الفرصة وأكرر أن الالتزام بالممارسات الزراعية الصحيحة هو أساس نجاح زراعة محصول القمح ويكون أقل الحالات ضرر في حالة الظروف المغايرة فمن يلتزم بالتوصيات الزراعية الموصى بها لا شك أن الضرر عليه يكون أقل بكثير ممن زرع وأهمل فيها.
اقرأ أيضا
القمح الألماني يصل الأسواق.. و مصيلحي يوجه الشكر للمسئولين