القمة 126 استحوذت على اهتمام غالبية عشاق الساحرة المستديرة، في عموم مصر المحروسة، فيما تخطت أخبارها الحدود المحلية والدولية التي تفصل بين بلدان القارة الواحدة، ولما لا وهي واحدة من أشهر وأقدم الديربيات العربية والإفريقية، وخير سفير ومعبر عن مستوى الكرة المصرية، فالجميع سيظل مشدوهًا حتى إطلاق صافرة نهاية اللقاء، انتظارًا لما ستسفر عنه نتيجة تلك الموقعة المثيرة.
تقرأ في هذا الموضوع
دوافع مختلفة ومباراة “تحصيل حاصل” في القمة 126
رغم كونها مباراة “تحصيل حاصل”، نظرًا لعدم إحداثها تغييرًا ملموسًا في موقف القطبين، بعد تأكد تحول بوصلة اللقب الـ43 صوب قلعة الجزيرة، إلا أن الدوافع المعنوية لازالت هي المحرك الأكبر، لكتيبتي “الشياطين الحمر” و”المارد الأبيض” قبل انطلاق القمة 126.
روح البطل
لاعبو الأهلي يخوضون هذه الملحمة الكروية بروح “البطل” بعد ضمان استعادة اللقب الغائب عن القلعة الحمراء في النسختين الأخيرتين، واللتان مالت فيهما الكفة لصالح سكان “ميت عقبة”، في محاولة لتأكيد التفوق “المحلي” الكاسح على الغريم التقليدي، والذي انتهى بحسم ألقاب 4 بطولات خاضها الفريق حتى الآن، بنسبة نجاح 100%.
الحفاظ على سلسلة الـ”لا هزيمة”
من ضمن أبرز أهداف مارسيل كولر ولاعبيه، الحفاظ على مسيرتهم المظفرة ببطولة الدوري الممتاز، وانتزاع فوز مقنع يحبط “الاستفاقة البيضاء” المتأخرة، أو اقتناص “نقطة التعادل” على أسوأ الاحتمالات، ومواصلة سلسلة الـ”لا هزيمة”، التي حافظ عليها المارد الأحمر منذ انطلاق البطولة.
الوصول للنقطة الـ”90″
يكفل الفوز في المواجهات الخمس المتبقية للنادي الأهلي – بما فيها موقعة ديربي القمة 126 – وصول قطار المارد الأحمر للنقطة التسعين، وهو رقم يؤكد مدى “النجاعة” الهجومية والدفاعية، التي يتمتع بها حامل لقب هذه النسخة، ويعزز طموحاته نحو استثمار هذا التفوق الرقمي، لتأكيد زعامته المحلية والقارية بلا منازع.
الزمالك يدافع عن كبرياؤه “الجريح”
في المقابل يدافع الزمالك عن كبرياؤه “الجريح”، بعدما تأخر ترتيبه في جدول فرق الدوري، ليحل ثالثًا خلف نادي بيراميدز صاحب الوصافة، بعد صراع شرس حسمه لصالحه على حساب “فيوتشر”، الذي تراجع للمركز الرابع، ليتأهل الفريقين معًا إلى البطولة الكونفدرالية.
تعكير صفو انتصارات الأحمر
يتمسك أصحاب القميص الأبيض بدوافعهم لـ”قلب الطاولة”، وإفساد فرحة الجماهير الحمراء باستعادة لقب الدوري الغائب، بفوز معنوي يستعيد به الزمالك بعضًا من شخصيته الكروية، كأحد أقطاب الكرة المصرية، والمنافس التاريخي الأكبر للنادي الأهلي.
سيناريو موسم 2020/2019
يسعى لاعبو الزمالك لتكرار سيناريو موسم 2020/2019، والذي أوقف فيه أبناء ميت عقبة قطار انتصارات المارد الأحمر، والتي حسمت له لقب هذه النسخة بـ89 نقطة، و28 انتصارًا و5 تعادلات، بفارق 18 نقطة عن القلعة البيضاء، التي احتلت مركز الوصافة، لتكون الهزيمة الوحيدة التي تتلقاها “كتيبة الشياطين” بمسابقة الدوري، ليثأر “الأبيض” بهذا الانتصار “ذو الطابع الخاص” لسابق خسارته بالدور الأول.
ويأمل الكولومبي كارلوس أوسوريو باستمرار الصحوة البيضاء، التي كفلت له تعديل وضعية الفريق، والتقدم نحو احتلال المرتبة الثالثة، في جدول ترتيب الدوري، لتكون بمثابة دفعة معنوية إيجابية، قبل المشاركة في البطولة العربية، بالإضافة لتبعاتها على استعدادات الفريق للموسم المقبل.
مباراة خارج التوقعات
ورغم الفوارق النظرية والرقمية في موقف الفريقين، قبل انطلاق ديربي القمة 126، إلا أن كافة هذه المؤشرات والمعطيات، لا يمكن الاعتماد عليها لتوقع مآلات هذه الموقعة “النارية”، التي يدخلها القطبين بدوافع نفسية مختلفة، قد تكفل لأي منهما تعديل كفة النتيجة لصالحه، وهي الشواهد التي تؤكدها المعطيات التاريخية السابقة، على مدار مواجهتهما معًا منذ انطلاق بطولة الدوري.