كتب : أحمد أسامة
ما حدث في المنتخب الأوروبي كان مخطط له ولم يكن ضربة حظ أبداً فالفريق الذي وصل أدنى مركز له في عام 2007 كان تصنيفه 71 على العالم تغير ذلك تماماً وأصبح الفريق بالمركز الأول عالميًا.
فمنذ خروج بلجيكا من كأس العالم 2002 ولم يشارك المنتخب الأول في أى محفل دولي سواء كان بطولات اليورو أو حتى في كأس العالم وظل طيلة 12 عام دون التأهل إلى أي بطولة حتى بلوغ نهائيات كأس العالم التي أُقيمت في البرازيل 2014 والتي خرج فيها المنتخب بصعوبة على يد المنتخب الأرجنتيني في ربع النهائي ،وصولاً إلى المركز الثالث في كأس العالم بروسيا 2018 وخسارته من المنتخب الفرنسي ثم تفوقه على المنتخب الإنجليزي في مباراة تحديد المراكز الثالث والرابع وإحتلال المنتخب البلجيكي قمة التصنيف العالمي لكرة القدم في فبراير 2020.
ويوجد عدة أسباب تدل على التغير الرهيب في مستوي هذا المنتخب وهي:
١- الأهتمام بالشباب :
عرف المنتخب البلجيكي أنه سيعاني من جفاف في المواهب بعد خروجه في كأس عالم 2002 خاصة مع إعتزال نجمه الأول مارك فيلموتس وذلك جعل ضرورة البدء في بناء جيل جديد تماماً منذ الصغر والعمل على تطويره لقيادة المنتخب في المستقبل و هذا ما حدث.
عند النظر في جريدة بلجيكية نشرت في عام 2002 كانت تكتب عن أهم النجوم الواعدين لبلجيكا و تضمن في هؤلاء الأسامي الأتية : إدين هازارد – كيفين دي بروين- لوكاكو – كريستيان بنتيكي – فينسينت كومباني – دريس مرتينس وغيرهم الكثير من الأسماء.
لكن الحصاد بدأ في عام 2008 وفي أوليمبياد بكين والتي حقق فيها المنتخب المركز الرابع في البطولة وكان يضم حينها لاعبين أمثال ( توماس فيرمايلين – كيفين ميرالاس – مروان فيلايني – فينسينت كومباني – يان فيرتونين)
أما حالياً فهو خليط من التطور بين أفضل اللاعبين الذين حققوا الإنجاز الأوليمبي في كرة القدم والشباب الذين كانوا تحت منظار الأتحاد البلجيكي في عام 2002.
٢-الأندية البلجيكية:
لم يعد دور الأندية يقتصر على الأداء الأوروبي فقط بل أصبحت أكاديمية شباب فعملت أندية مثل أندرلخت وكلوب بروغ وستاندرلييج وجينك على إستخراج المواهب وتقديمها إلى أوروبا ولذلك كانت لتلك الأندية الدور الأكبر فعلى سبيل المثال تخرج كيفين دي بروين وتيبو كورتوا من نادي جينك وكريستيان بنتيكي وكيفين ميرالاس ومروان فيلايني من ستاندرلييغ وكومباني ولوكاكو من أندرلخت ناهيك من خاض الإحتراف خارج البلاد وهو في عمر صغير.
٣- طموح اللاعبين:
وعي اللاعبين كان سبباً في تتطور أداء منتخب بلادهم من خلال تحول وجهتهم إلي الدوري الإنجليزي وهو منبع تتطور اللاعبين حيث لم يشهد المنتخب البلجيكي كمية المحترفين في الأندية الكبرى في أوروبا كما يتميز حالياً والدليل علي ذلك قائمة المنتخب البلجيكي في كأس العالم 2018 ضمت لاعب محلي واحد فقط من أندرلخت والباقي محترفين في أندية أوروبا.
كل هذه العوامل مكنته من الوصل للمركز الخمس حاليا في التصنيف الدولي للمنتخب الصادر في شهر يوليو الحالي ، لذلك يجب علي المنتخبات الوطنية أن تأخذ مثال يحتذى به من التجربة البلجيكية وضرورة أستنساخها في ملاعبنا المصرية ،لرؤية مستقبل مشرق و نجاحات عظيمة.